وممّا صحَّ عنه صلىاللهعليهوآله حين أراد أن يغزو انّه قال : ولا بدَّ من أن اقيم أو تُقيم. فخلّفه (١).
إذا عرفت ذلك كلّه فلا يذهب عليك انَّ قوله صلىاللهعليهوآله : «لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي» ، ليس له مغزى إلّا خصوص هذه الواقعة ، وليس في لفظه عموم يستوعب كلَّ ما غاب صلىاللهعليهوآله عن المدينة ، فمن الباطل نقض الرجل باستخلاف غيره على المدينة في غير هذه الواقعة ، حيث لم تكن فيه ما أوعزنا إليه من الإرجاف ، وكانت حاجة الحرب أمسّ إلى وجود أمير المؤمنين عليهالسلام حيث لم يكن غيره كمثله يكسر صولة الإبطال ، ويغير في وجوه الكتائب ، فكان صلىاللهعليهوآله في أخذ أمير المؤمنين معه إلى الحروب واستخلافه في مغيبه يتبع أقوى المصلحتين.
[حديث المنزلة]
ثمَّ : إنَّ الرَّجل حاول تصغيراً لصورة الخلافة فقال : وعام تبوك ما كان الاستخلاف ...
__________________
٢١٧ ، السيرة الحلبية ٣ ص ١٤٨ ، شرح المواهب للزرقاني ٣ ص ٦٩ ، سيرة زيني دحلان ٢ ص ٣٣٨. «المؤلف رحمهالله».
(١) أخرجه الطبراني بطريق صحيح كما في مجمع الزوائد ٩ ص ١١١. «المؤلف رحمهالله».
انظر المعجم الكبير للطبراني ٥ / ٢٠٣ ح ٥٠٩٤.