يكفروا (١) عند نزول الآيات الملجئات كما يقدرون أن يؤمنوا قبل ذلك ، ومن قدر على الكفر عند نزول الآية لم يؤمن وقوعه منه. وأيضا فلو كان يقع من الانسان ما لا يريد البارى سبحانه ولا يلحق البارى بذلك وهن ولا ضعف لأنه قادر أن يلجئهم إليه (٢) لجاز أن يقع من البارى سبحانه من أفعاله ما لا يريده ولا يلحقه ضعف وتقصير عن بلوغ ما يريده ، لأنه قادر على ايقاعه وتكوينه (٣) فان لم يجب هذا ولزم يكون ما لا يريده من فعله الضعف والوهن ، لزم ذلك فى فعل عباده.
فان قال قائل : ما أنكرتم أن يكون كون ما لا يريده الانسان من فعله يوجب وقوع ذلك عن (سهو أو عن ضعف ووهن) (٤) وليس يلزم ذلك فى كون ما لا يريده من فعل غيره فوجب مثل ذلك فى القديم أيضا قيل له : ليس الأمر كما ظننت ، بل القصة فيما يكون من الانسان ومن غيره واحدة ، وذلك أن الانسان اذا كان من فعله ما لا يريده فأما أن يكون ذلك عن سهو أو عن ضعف ووهن أو (٥) تقصير عن بلوغ
__________________
(١) «أن لا يكفروا» فى الأصل ولا شك فى زيادة حرف النفى بدليل قوله تعد ذلك «ومن قدر على الكفر ... إلخ».
(٢) أى الى ما يريده ، وهو مفهوم من السياق.
(٣) ب وتبعه ل : تلوينه.
(٤) ل : نقلها الناسخ هكذا .. «عن ضعف أو سهو أو وهن».
(٥) كذا فى ب ، ل ، م ولعل الأولى أن نقول : «وتقصير» أو نقول أن «أو» هنا بمعنى الواو لأن اللازم أحد أمرين فقط فى رأى المؤلف وهما اما الغفلة أو الضعف كما يبدو ذلك واضحا فى كلامه.