قديم قائم بذات الله تعالى ، لا يقبل الانفصال والافتراق بالانتقال إلى القلوب والأوراق ، وأن موسىعليهالسلام سمع كلام الله بغير صوت ولا حرف ، كما يرى الأبرار ذات الله تعالى في الآخرة من غير جوهر ولا عرض. وإذا كانت له هذه الصفات كان حيا عالما قادرا مريدا سميعا بصيرا متكلما بالحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام لا بمجرد الذات.
الأفعال : وأنه سبحانه وتعالى لا موجود سواه إلا وهو حادث بفعله وفائض من عدله على أحسن الوجوه وأكملها وأتمها وأعدلها ، وأنه حكيم في أفعاله عادل في أقضيته ولا يقاس عدله بعدل العباد إذ العبد يتصور منه الظلم بتصرفه في ملك غيره ولا يتصور الظلم من الله تعالى ، فإنه لا يصادف لغيره ملكا حتى يكون تصرفه فيه ظلما ، فكل ما سواه من إنس وجن وشيطان وملك وسماء وأرض وحيوان ونبات وجوهر وعرض ومدرك ومحسوس : حادث اخترعه بقدرته بعد العدم اختراعا ، وأنشأه بعد أن لم يكن شيئا ، إذ كان في الأزل موجودا وحده ولم يكن معه غيره فأحدث الخلق بعد إظهارا لقدرته وتحقيقا لما سبق من إرادته وحق في الأزل من كلمته لا لافتقاره إليه وحاجته ، وأنه تعالى متفضل بالخلق والاختراع والتكليف لا عن وجوب ، ومتطول بالإنعام والإصلاح لا عن لزوم ، له الفضل والإحسان والنعمة والامتنان. إذا كان قادرا على أن يصب على عباده أنواع العذاب ويبتليهم بضروب الآلام والأوصاب ، ولو فعل ذلك لكان منه عدلا ولم يكن قبيحا ولا ظلما ، وأنه يثيب عباده على الطاعات بحكم الكرم والوعد لا بحكم الاستحقاق واللزوم إذ لا يجب عليه فعل ولا يتصور منه ظلم ولا يجب لأحد عليه حق ، وأن حقه في الطاعات وجب على الخلق بإيجابه على لران أنبيائه لا بمجرد العقل ، ولكنه بعث الرسل وأظهر صدقهم بالمعجزات الظاهرة ، فبلغوا أمره ونهيه ووعده ووعيده فوجب على الخلق تصديقهم فيما جاءوا به ، وأنه تعالى بعث النبي الأمّي القرشي محمدا صلىاللهعليهوسلم برسالته إلى كافة العرب والعجم والجن والإنس فنسخ بشرعه الشرائع إلا ما قرر ، وفضله على سائر الأنبياء وجعله سيد البشر ومنع كمال الإيمان بشهادة التوحيد ، وهي : قول لا إله إلا الله ما لم يقترن بها شهادة الرسول ، وهي محمد رسول الله فألزم الخلق تصديقه في جميع ما أقر به من الدنيا والآخرة ، وأنه لا يقبل إيمان عبد حتى يوقن بما أخبر عنه بعد الموت ، وأوله سؤال منكر ونكير. وهما شخصان مهيبان هائلان يقعدان العبد في قبره سويا ذا روح وجسد فيسألانه عن التوحيد والرسالة ويقولان : من ربك وما دينك ومن نبيك؟ وهما فتانا القبر وسؤالهما أول فتنة للقبر بعد الموت ، وأن يؤمن بعذاب القبر ، وأنه حق وحكمه عدل على الجسم والروح على ما يشاء ، ويوقن بالميزان ذي الكفتين واللسان ، وصفته في العظم أنه مثل طباق السماوات والأرضين توزن فيه الأعمال بقدرة الله تعالى ، والصنج يومئذ مثاقيل الذر والخردل تحقيقا لتمام العدل ، وتطرح صحائف الحسنات في صورة حسنة في كفة النور فيثقل بها الميزان على قدر درجاتها عند الله بفضل الله تعالى ، وتطرح صحائف السيئات في كفة الظلمة فيخف بها الميزان بعدل الله تعالى ، وأن يؤمن بأن الصراط