فصل وهو المقالة الثامنة
يعقد الوزير في دسته وحاجبه على رأسه ، ولا يلاصقه أحد في المنعة ، وكتابه لديه والمجلس ملآن هيبة ووقارا. والحوائج إلى الحاجب ، والرفع إلى الكتاب ، والاطلاع إلى الوزير ، ورفع الأمر إلى الملك ، فأول ما يبدأ بمصالح الحاشية بعد الملك والوزير حتى إلى التقليد ، وقيل لا يحضر الملك الجمعة إلا في مكان معزول في مقصورة له خاصة ، وأصحابه في دائرة المقصورة من خارج ، والباب مغلق ، وعنده من يكون إليه ، ويخرج هو وأصحابه في آخر الناس في باب له. وليكن له يومان في الأسبوع للختم والزيارة ، ثم يقرأ له بعد الصبح فلا يعجلون حتى يفرغ الآخر ، ثم يقرأ التوبة فإذا فرغوا وعظ وأنشد المنشد ، ثم يقرؤون : قل هو الله أحد ، والمعوذتين ، والفاتحة ، والم إلى المفلحون. ثم يختم الإمام بتصديقه حقيقة ويدعو للملك والمسلمين. وليكن للملك في الأسبوع خلوة عبادة وتذكار ، والنظر في الحساب والأموال ، والنظر في دساتير البلاد. والله أعلم.
فصل وهو المقالة التاسعة
في ترتيب الخباز والطباخ والقصاب
لا يكن القصاب عدوا في الدين فإنه لا يتحرى من النجاسة ، وهكذا الخباز والطباخ ، ويتفقد المعاجن وآلات الطبخ والدقيق واللحم. وليكن الطباخ عالما بصناعته وعنده كتب الطبائخ لكشاجم ، والأشربة والأدهان والحلاوات والريح الطيب والالوان الغريبة ، وأحسن المآكل وأطيبها وأنفعها وأقواها للعافية ، وهو لحم مرضوض مقلوّ مرشوش بالمياه الحامضة يحشى به العجين فيقلى. وأطيب الحلاوات ما كثر خبزه. وأنفع الهرايس لمن به حرارة المزاج ، وهو اللون النوني من البزرة يقلى ، وقد هجرت الألوان الظريفة باستيلاء الترك واتخاذهم السنبرشح والعرائس والسالة والطظماج والسسترك والبورك المعمول باللحم والحوائج الحادة المعمولة في العجين.
فإذا كنت ذا فنون في طلب الطبائخ فاتجه لكتبها ، وقد ذكرنا طرفا منها في آخر كتاب السبيل ، وإذا أردت العقلية فعليك بكتاب المقاصد وكتاب النجاة للرئيس ، وإن شئت فيه الغاية القصوى فاطلع على الكتب الأصولية الدينية خاصة كتب شيخنا إمام الحرمين مثل" المحيط"" والإرشاد" ، ومن كتبنا النافعة في ذلك" كتاب الاقتصاد في الاعتقاد" ، " وكتاب قواعد العقائد" من أول" كتاب الإحياء"" والرسالة القدسية". وإذا أردت الطب فكثير ، وأنفعها ما عمل به من الكتب. واطلع على جميع العلوم الشرعية لتعلم الحق من الغيّ والهوى والله تعالى أعلم.
ثم نرجع إلى تحرير مقامات العمال :
لا تستخدم في العمالة إلا عارفا بفنون الحساب والجبر والمقابلة والمساحة ، بحيث لو قيل