الباب الخامس والثلاثون : |
في بيان الرضا. |
الباب السادس والثلاثون : |
في بيان النهي عن الغيبة. |
الباب السابع والثلاثون : |
في بيان الفتوة. |
الباب الثامن والثلاثون : |
في بيان مكارم الأخلاق. |
الباب التاسع والثلاثون : |
في بيان القناعة. |
الباب الأربعون : |
في بيان السائل. |
الباب الحادي والأربعون : |
في الشفقة على خلق الله تعالى. |
الباب الثاني والأربعون : |
في بيان آفة الذنوب. |
الباب الثالث والأربعون : |
في صفة صلاة أهل القرب. |
المقدمة في تمهيد الكتاب
اعلم أن انقطاع الخلق عن الحق بوقوفهم مع الخلق ومع أنفسهم ورؤيتهم أفعالهم وانحرافهم عن العقيدة الصحيحة باختلاف أهويتهم التي نفوس البشر مجبولة عليها وحب الجاه والمال والدنيا والرئاسة والشهرة وطول الأمل والتسويف والشح والهوى والعجب وفحش أغذيتهم من المطعم والمشرب والملبس وفساد دنياهم وغلبة الشهوات النفسانية على قلوبهم. وترك مجاهدة النفس وإهمالها ترفع في شهواتها ورعونتها والتزين للناس والتلبس بالأوصاف المذمومة نحو الغل والحقد والحسد والجهل والحمق والرياء والنفاق ، وانبعاث الجوارح في غير طاعة الله تعالى كالعين والسمع واللسان واليد والرجل : (كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) [الإسراء : ٣٦]. والكسل والبلادة والغفلة وغير ذلك مما يبعد عن الله تعالى.
فصل في أن ما سوى الحق حجاب عنه
اعلم أن الوقوف مع الخلق والنفس حجاب عن الحق ورؤية الأفعال شرك ، لأن أفعال العباد مضافة الى الله تعالى خلقا وإيجادا والى العبد كسبا ليثاب على الطاعة ويعاقب على المعصية ، فحين تعلق العبد بشيء ما يوجده الاقتدار الإلهي يسمى كسبا. هذا مذهب أهل السنة ، فقدرة العبد عند مباشرة العمل لا قبله فحينما يباشر العمل يخلق الله تعالى له اقتدارا عند مباشرته فيسمى كسبا. فمن نسب المشيئة والكسب الى نفسه فهو قدري ، ومن نفاهما عن نفسه فهو جبري ، ومن نسب المشيئة الى الله تعالى والكسب الى العبد فهو سني صوفي رشيد ، وفيه كلام طويل ليس هذا موضعه ، سيأتي قريبا إن شاء الله تعالى.
وأما الانحراف عن العقيدة الصحيحة ، فلغلبة الأهواء على القلوب والتعصب لمذهب أهل البدع. قال بعض الأئمة : رب أقوام تنجيهم عقائدهم مع قلة عملهم ، ورب أقوام تهلكهم عقائدهم