قال أصحابنا في هذا الخبر : إن أمير المؤمنين عمر ـ رضي الله عنه ـ استعمل الحذر وثبّت بالقدر معا ، وهو طريق السنّة ونهج السلف الصالح ـ رحمة الله عليهم ـ والذي روينا : «لا ينفع حذر من قدر» معناه فيما كتب من القضاء المحتوم ، كما لا ينفع الدعاء والدواء في رد الموت / إذا جاء الأجل المكتوب المحتوم في أم الكتاب ، ثمّ قد يكون النفع في الحذر والدعاء والدواء إذا كان القلم قد جرى بإلحاق النفع بأحد هؤلاء ، وهو ميسر لما كتب له وعليه عن جميع ذلك لا يستطيع أن يعمل غيره ، وبالله التوفيق.
٢٦٨ ـ أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد بن الفضل القطّان ببغداد ، أخبرنا أبو سهل بن زياد القطّان ، حدّثنا إسحاق ابن الحسن الحشري ، حدّثنا عفان ، حدّثنا أبو عوانة ، حدّثنا أبو بشر ، عن يوسف بن ماهك ، عن ابن عباس قال : كنّا نحدّث عن الهدهد قال : إنّ الهدهد يعرف مسافة الماء في الأرض قال : فقال نافع بن الأزرق : قف ؛ قف أو يقول : إن الهدهد يعرف مسافة الماء في الأرض وهو ينصب له الفخ ويذر عليه من التراب مثل الحريرة ، ثمّ يجيء حتى يأخذ الفخ بعنقه؟! فقال ابن عباس : يا وقاف ، أردت أن تقول قال ابن عباس كذا وكذا وقلت كذا وكذا ، قاتلك الله ، إنّ البصر ينفعك ما لم يأت القدر ، فإذا جاء القدر حال القدر دون البصر.
٢٦٩ ـ أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أخبرنا أبو الحسن الطرائفي ، حدّثنا عثمان بن سعيد ، حدّثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : (أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ) (١) يقول : أعمالهم.
٢٧٠ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حدّثنا إبراهيم بن الحسين ، حدّثنا آدم ، حدّثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ) (٢) قال : الشقاء والسعادة ، مثل قوله : (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) (٣).
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية رقم (٣٧).
(٢) سورة الأعراف ، الآية رقم (٣٧).
(٣) سورة هود ، الآية رقم (١٠٥).