علي بن أبي طالب كان يقول : إنّ الله خلق كل شيء بقدر حتى العجز والكيس ، وإليه المشيئة وبه الحول والقوة.
٤٧٣ ـ وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو الطيب يوسف بن أحمد الديرعاقولي نا أبو القاسم حمزة بن القاسم السمسار ، نا الصلت بن الهيثم الضرير ، نا الحسن بن علي الشعراني ، نا أبي ، نا أبو جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه قال : قال أبي الحسين بن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهم ـ والله ما قالت القدرية بقول الله ، ولا بقول الملائكة ، ولا بقول النبيين ، ولا بقول أهل الجنّة ، ولا بقول أهل النّار ، ولا بقول صاحبهم إبليس فقالوا له : تفسره لنا يا ابن رسول الله فقال : قال الله ـ عزوجل ـ : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) (١) الآية. وقالت الملائكة : (سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا) (٢) وقال نوح ـ عليهالسلام ـ : (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ) (٣) فأمّا موسى ـ عليهالسلام ـ فقال : (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ) (٤) الآية ، وأما أهل الجنّة فإنّهم قالوا : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا) وأمّا أهل النار فإنهم قالوا : (لَوْ هَدانَا اللهُ لَهَدَيْناكُمْ) (٥) الآية ، وأمّا أخوهم إبليس [فقال] (٦) : (فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) (٧) الآية. فزعمت القدرية بأن الله لا يغوي.
٤٧٤ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسحاق الصغاني ، نا أبو الجوّاب ، نا عمّار بن رزيق ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ثعلبة بن يزيد قال : قال علي فذكر الحديث في تركه الاستخلاف ، فقال له عبد الله بن سبع : فما تقول لربك إذا لقيته وقد تركتنا هملا؟ قال أقول : اللهمّ استخلفتني فيهم ما بدا لك ثمّ قبضتني وتركتك فيهم ، فإن شئت أصلحتهم ، وإن شئت أفسدتهم.
__________________
(١) سورة يونس ، الآية رقم (٢٥).
(٢) سورة البقرة ، الآية رقم (٣٢).
(٣) سورة هود ، الآية رقم (٣٤).
(٤) سورة الأعراف ، الآية رقم (١٥٥).
(٥) سورة الأعراف ، الآية رقم (٤٣).
(٦) في الأصل [قال] والأنسب ما أثبت.
(٧) سورة الأعراف ، الآية رقم (١٦).