بيت أبي خليفة ففسره لي أجمع على الإثبات فسألته عن قوله : (كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ) (١) قال : الشرك سلكه الله في قلوب المجرمين. وسألته عن قوله : (وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ) (٢) قال : أعمال سيعملونها ولم يعملوها. وسألته عن قول الله ـ عزوجل ـ : و (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) (٣) قال : ما أنتم عليه بمضلين إلّا من هو صال الجحيم.
٣٣٥ ـ وأخبرنا أبو الحسين ، أنا عبد الله ، أنا يعقوب ، أنا النعمان ، أنا حمّاد ، عن خالد قال : سألت الحسن قلت : يا أبا سعيد (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) (٤) قال : نعم الشياطين لا يضلون بضلالتهم إلّا من أوجب الله له أنّه يصلى الجحيم.
٣٣٦ ـ أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنا أبو منصور النصروي ، أنا أحمد بن نجدة ، أنا سعيد بن منصور ، أنا أبو معشر ، عن محمد بن كعب في قوله : (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) (٥) قال : ما أنتم بمضلين أحدا إلّا من كتبت عليه أنّه من أهل الجحيم.
٣٣٧ ـ أخبرنا (٦) أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ـ ببغداد ـ أنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ، أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثني أبي ، أنا أنس بن عياض قال : حدثني نافع بن مالك أبو سهيل أنّ عمر بن عبد العزيز قال له : ما ترى في الذين يقولون لا قدر؟ قال : أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلّا ضربت أعناقهم ؛ قال عمر :
ذاك الرأي فيهم ، لو لم يكن إلّا هذه الآية الواحدة كفى بها (فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) (٧).
__________________
(١) سورة الشعراء ، الآية رقم (٢٠٠).
(٢) سورة المؤمنون ، الآية رقم (٦٣).
(٣) سورة الصافات ، الآية رقم (١٦٢ ، ١٦٣).
(٤) سورة الصافات ، الآية رقم (١٦٢ ، ١٦٣).
(٥) سورة الصافات ، الآية رقم (١٦٢ ، ١٦٣).
(٦) في الأصل جاءت صيغة الأداء مختصرة [أنا].
(٧) سورة الصافات ، الآية رقم (١٦٢ ، ١٦٣).