هاشم ، نا صالح المري ، قال : جاء سلم بن قتيبة إلى محمد بن سيرين فسأله عن شيء من القدر فقال له محمد : اختر إمّا أن تقوم عني ، وإمّا أن أقوم عنك.
٥٣٢ ـ أخبرنا أبو القاسم الحرفي ، نا أحمد بن سلمان ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، حدّثنا عفان ، نا حمّاد ، أنا أبو جعفر الخطمي ، عن محمد بن كعب القرظي أنّ الفضل الرقاشي قعد إليه فذاكره شيئا من القدر فقال له : تشهّد ، فلمّا بلغ من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، دفع محمد عصا معه فضرب بها رأسه وقال : قم ، فلمّا قام قال : لا يرجع هذا عن رأيه أبدا.
٥٣٣ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا : نا أبو العبّاس محمد بن يعقوب ، نا أبو عتبة ، نا بقية ، نا ابن ثوبان ، عن بكر بن أسيد ، عن أبيه قال : حضرت محمد بن كعب وهو يقول : إذا رأيتموني أنطق في القدر فغلوني فإنّي مجنون فو الذي نفسي بيده ما أنزلت هؤلاء الآيات إلّا فيهم ، ثمّ قرأ : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ) (١) إلى آخر الآية.
٥٣٤ ـ أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنا منصور النصروي ، نا أحمد بن نجدة ، نا سعيد بن منصور ، نا عتاب بن بشير ، عن خصيف قال : انطلقت أنا ومجاهد وذر إلى محمّد بن كعب القرظي ، فسأله ذر عن قوله : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) (٢) قال : قد رقم الله عليهم ما هم عاملون في سجين فهو أسفل ، والفجار منتهون إلى ما قد رقم الله عليهم ، وعن (كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) قال : قد رقم عليهم ما هم عاملون في عليين ، وهو فوق ، فهم منتهون إلى ما قد رقم الله عليهم ، في عليين.
وقال القرظي : وجدت في القرآن آية أنزلت في أهل القدر (يَوْمَ
__________________
(١) سورة القمر ، الآية رقم (٤٧ ـ ٤٩).
(٢) سورة المطففين ، الآية رقم (٧).