يَشاءَ) (١) وقال أهل الجنّة : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا) (٢) وقال أهل النّار : (رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا) (٣) وقال أخوهم إبليس (رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي) (٤).
٥٦٢ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا محمّد بن إسحاق الصغاني ، نا أحمد الطرسوسي ، نا يحيى ابن زكريا قال : كنت عند سفيان بن عيينة فقال له رجل : إنّا / وجدنا خمسة أصناف من الناس قد كفروا ولم يؤمنوا قال : من هم؟ قال الجهمية والقدرية والمرجئة والرافضة والنصارى قال : كيف؟ قال : قال الله تبارك وتعالى : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) (٥) قالت الجهمية : لا ليس كما قلت ، بل خلقت كلاما ، قال : فكفروا وردوا على الله ـ عزوجل ـ ، وقال الله : (ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) (٦) قالت القدرية : لا ليس كما قلت الشر من الشيء وليس مما خلقته ، فكفروا وردوا على الله ، وقال الله : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ) (٧) قالت المرجئة : ليس كما قلت ، بل هم سواء ، فكفروا وردوا على الله ، وقال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ : إنّ خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر. قالت الرافضة : لا ليس كما قلت ، بل أنت خير منهما ، قال : فكفروا وردوا عليه ، وقال عيسى بن مريم ـ عليهالسلام ـ : أنا عبد الله ورسوله. قالت النصارى : ليس كما قلت بل أنت هو ، قال : فكفروا وردوا عليه. قال : سفيان اكتبوه اكتبوه.
٥٦٣ ـ أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمويه العسكري ، نا عبد الكبير بن محمّد بن عبيد الله بن
__________________
(١) في الأصل (ما كان لنا أن نعود في ملتكم إلا أن يشاء الله).
(٢) سورة الأعراف ، الآية رقم (٣).
(٣) سورة المؤمنون ، الآية رقم (١٠٦).
(٤) سورة الحجر ، الآية رقم (٣٩).
(٥) سورة النساء ، الآية رقم (١٦٤).
(٦) سورة القمر ، الآية رقم (٤٨ ، ٤٩).
(٧) سورة الجاثية ، الآية رقم (٢١).