وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً (٨٢) وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً (٨٣) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً (٨٤))
شرح الكلمات :
(لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) : أي زوالها من كبد السماء ودحوضها إلى جهة الغرب.
(إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) : أي إلى ظلمة الليل ، إذ الغسق الظلمة.
(وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) : صلاة الصبح.
(كانَ مَشْهُوداً) : تشهده الملائكة ، ملائكة الليل وملائكة النهار.
(فَتَهَجَّدْ بِهِ) (١) : أي بالقرآن.
(نافِلَةً) : أي زائدة عن الغرض وهي التهجد بالليل.
(مَقاماً مَحْمُوداً) : هو الشفاعة العظمى يوم القيامة حيث يحمده الأولون والآخرون.
(أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ) : أي المدينة ، إدخالا مرضيا لا أرى فيه مكروها.
(وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ) : أي من مكة إخراجا لا ألتفت بقلبي إليها.
(وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ) : أي عند دخولك مكة فاتحا لها بإذن الله تعالى.
(زَهَقَ الْباطِلُ) : أي ذهب واضمحل.
(أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ) : أعرض عن الشكر فلم يشكر ، ونأ بجانبه : أي ثنى عطفه متبخترا في كبرياء.
(عَلى شاكِلَتِهِ) : أي طريقته ومذهبه الذي يشاكل حاله في الهدى والضلال.
معنى الآيات :
بعد ذلك العرض الهائل لتلك الأحداث الجسام أمر تعالى رسوله بإقام الصلاة فإنها مأمن الخائفين ، ومنار السالكين ، ومعراج الأرواح إلى ساحة الأفراح فقال : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ
__________________
(١) (فَتَهَجَّدْ) : إذا ألقى الهجود عنه ، وهو النوم ، وقام يصلّي ، والتهجّد من الهجود وهو من الأضداد هجد : نام ، وهجد : سهر.