السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً (٢١))
شرح الكلمات :
(كَذلِكَ بَعَثْناهُمْ) : أي كما أنمناهم تلك النومة الطويلة الخارقة للعادة بعثناهم (١) من رقادهم بعثا خارقا للعادة أيضا فكان في منامهم آية وفي إفاقتهم آية.
(كَمْ لَبِثْتُمْ) : أي في الكهف نائمين.
(يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) : لأنهم دخلوا الكهف صباحا واستيقظوا عشية.
(بِوَرِقِكُمْ) : بدراهم الفضة التي عندكم.
(إِلَى الْمَدِينَةِ) : أي المدينة التي كانت تسمى أفسوس وهي طرسوس اليوم.
(أَزْكى طَعاماً) : أي أيّ أطعمة المدينة أحلّ أي أكثر حلّيّة.
(وَلْيَتَلَطَّفْ) : أي يذهب يشتري الطعام ويعود في لطف وخفاء.
(يَرْجُمُوكُمْ) : أي يقتلوكم رميا بالحجارة.
(أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ) : أطلعنا عليهم أهل بلدهم.
(لِيَعْلَمُوا) : أي قومهم أن البعث حق للأجساد والأرواح معا.
(إِذْ يَتَنازَعُونَ) : أي الكفار قالوا ابنوا عليهم أي حولهم بناء يسترهم.
(فَقالُوا) : أي المؤمنون والكافرون في شأن البناء عليهم.
(قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ) : وهم المؤمنون لنتخذن حولهم مسجدا يصلى فيه.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في الحديث عن أصحاب الكهف فقوله تعالى : (وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ) أي كما أنمناهم ثلاثمائة سنة وتسعا وحفظنا أجسادهم وثيابهم من البلى
__________________
(١) البعث : التحريك من سكون أي : كما ضربنا على آذانهم وزدناهم هدى وقلبناهم بعثناهم أيضا أي : ايقظناهم من رقادهم على ما كانوا عليه من ثيابهم وأحوالهم.