إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (١١٠))
شرح الكلمات :
(كانَتْ لَهُمْ) : أي جزاء إيمانهم وعملهم الصالح.
(الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) : هو وسط الجنة وأعلاها ونزلا منزل إكرام وإنعام.
(لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) : أي لا يطلبون تحولا منها لأنها لا خير منها أبدا.
(لَوْ كانَ الْبَحْرُ) : أي ماؤه مدادا.
(قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي) : أي قبل أن تفرغ.
(لَنَفِدَ الْبَحْرُ) : أي ولم تنفد هي أي لم تفرغ.
(يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) : يأمل وينتظر البعث والجزاء يوم القيامة حيث يلقى ربه تعالى.
(وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) : أي لا يرائي بعمله أحدا ولا يشرك في عبادة الله تعالى غيره تعالى.
معنى الآيات :
بعد ما ذكر تعالى جزاء أهل الشرك والأهواء وأنه جهنم ناسب ذكر جزاء أهل الإيمان والتقوى التي هي عمل الصالحات واجتناب المحرمات فقال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي صدقوا الله ورسوله وآمنوا بلقاء الله ، ووعده لأوليائه ، ووعيده لأعدائه من أهل الشرك والمعاصي ، وعملوا الصالحات فأدوا الفرائض والواجبات وسارعوا في النوافل والخيرات هؤلاء (كانَتْ لَهُمْ) في علم الله وحكمه (جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ) (١) أي بساتين الفردوس منزلا ينزلونه ودار كرامة يكرمون فيها وينعمون ، والفردوس أعلى الجنة وأوسطها قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم واصفا لها ومرغبا فيها وقد ارتادها وانتهى إلى مستوى فوقها ليلة الإسراء والمعراج قال : «إن سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنها أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقها عرش الرحمن تبارك وتعالى ، ومنه تفجر أنهار الجنة» ، كما في الصحيح (٢) ، وقوله تعالى (خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ
__________________
(١) روى الشيخان من حديث أبي موسى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : (جنان الفردوس أربع : ثنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما ، وثنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما وليس بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن).
(٢) وروى البخاري وغيره عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : (الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، الفردوس أعلاها ، ومنها تفجر أنهار الجنّة فإذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس).