شرح الكلمات :
(لَوْ لا) (١) : أي هلا فهي أداة تحضيض وحث على وقوع ما يذكر بعدها.
(بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ) : أي معجزة تدل على صدقه في نبوته ورسالته.
(بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى) : أي المشتمل عليها القرآن العظيم من أنباء الأمم الماضية وهلاكهم بتكذيبهم لرسلهم.
(مِنْ قَبْلِهِ) : من قبل ارسالنا رسولنا محمد صلىاللهعليهوسلم وانزالنا كتابنا القرآن.
(مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) : أي من قبل أن يصيبنا الذل والخزي يوم القيامة في جهنم.
(مُتَرَبِّصٌ) : أي منتظر ما يؤول إليه الأمر.
(فَسَتَعْلَمُونَ) : أي يوم القيامة.
(الصِّراطِ السَّوِيِ) : أي الدين الصحيح وهو الإسلام.
(وَمَنِ اهْتَدى) : أي ممن ضل نحن أم أنتم.
معنى الآيات :
ما زال السياق مع المشركين طلبا لهدايتهم فقال تعالى مخبرا عن أولئك المشركين الذين متع الله رجالا منهم بزهرة الحياة الدنيا أنهم أصروا على الشرك والتكذيب (وَقالُوا لَوْ لا (٢) يَأْتِينا بِآيَةٍ) أي هلا يأتينا محمد بمعجزة كالتي أتى بها صالح وموسى وعيسى بن مريم تدل على صدقه في نبوته ورسالته إلينا. فقال تعالى رادا عليهم قولتهم الباطلة : (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي (٣) الصُّحُفِ الْأُولى؟) أيطالبون بالآيات وقد جاءتهم بينة ما في الصحف الأولى بواسطة القرآن الكريم فعرفوا ما حل بالأمم التي طالبت بالآيات ولما جاءتهم الآيات كذبوا بها فأهلكهم الله بتكذيبهم (٤) فما يؤمن هؤلاء المشركين المطالبين بالآيات أنها لو جاءتهم ما آمنوا بها فأهلكوا كما
__________________
(١) (لَوْ لا) : أداة تحضيض وجملة : (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى) حالية أي : قالوا ذلك ، والحال أنها أتتهم بيّنة ما في الصحف الأولى ، فالاستفهام إنكاري ، والبيّنة : الحجة ، والصحف : كتب الأنبياء السابقين كقوله تعالى : (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى).
(٢) أي : لو لا يأتينا محمد بآية توجب العلم الضروري أو بآية ظاهرة كناقة صالح وعصا موسى أو هلا يأتينا بالآيات التي نقترحها كتحويل جبال مكة.
(٣) هذه البيّنة هي محمد صلىاللهعليهوسلم وكتابه القرآن الكريم ، محمد أميّ لا يقرأ ولا يكتب ، وقد جاء بما لم يأت به غيره من العلوم والمعارف والقرآن الكريم حوى علوم الأولين وقصصهم ، وكل علم نافع في الحياتين فأيّة آية أعظم من هذه الآية ، كما قال تعالى : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ)؟!
(٤) قال القرطبي : فما يؤمنهم إن أتتهم الآيات أن يكون حالهم كحال أولائك.