العذاب وقالوا للرسول والمؤمنين : (مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) فأخبر تعالى أن الاستعجال (١) من طبع الإنسان الذي خلق عليه ، وأخبرهم أنه سيريهم آياته فيهم بإنزال العذاب بهم وأراهم ذلك في بدر الكبرى وذلك في قوله (سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) أي : فلا داعي إلى الاستعجال وقوله تعالى (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أخبر تعالى عن قيلهم للرسول والمؤمنين وهم يستعجلون العذاب : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين؟ وهذا عائد إلى ما فطر عليه الإنسان من العجلة من جهة ، وإلى جهلهم وكفرهم من جهة أخرى وإلا فالعاقل لا يطالب بالعذاب بل يطالب بالرحمة والخير ، لا بالعذاب والشر.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ إبطال ما شاع من أن الخضر حيّ مخلد لا يموت لنفيه تعالى ذلك عن كل البشر.
٢ ـ بيان العلة من وجود خير وشر في هذه الحياة الدنيا وهي الاختبار.
٣ ـ بيان ما كان عليه المشركون من الاستهزاء بالرسول صلىاللهعليهوسلم.
٤ ـ تقرير حقيقة أن الإنسان مطبوع على العجلة فلذا من غير طبعه بالتربية فأصبح ذا أناة وتؤدة كان من أكمل الناس وأشرفهم.
(لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٣٩) بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٤٠) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٤١) قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ
__________________
(١) العجلة : السرعة ، قيل : إن ضعف صفة الصبر في الإنسان من مقتضى التفكير في المحبة والكراهة ، فإذا فكر في شيء محبوب استعجل حصوله ، وإذا فكر في شيء مكروه استعجل إزالته ، ومن هنا كان عجولا.