أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٠٥) قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ (١٠٦) رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ (١٠٧))
شرح الكلمات :
(فِي الصُّورِ) : أي في القرن المعبر عنه بالبوق نفخة القيام من القبور للحساب والجزاء.
(الْمُفْلِحُونَ) : أي الفائزون بالنجاة من النار ودخول الجنة.
(تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ) : أي تحرقها.
(وَهُمْ فِيها كالِحُونَ) : الكالح من أحرقت النار جلدة وجهه وشفتيه فظهرت أسنانه.
(أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) : أي يوبخون ويذكرون بالماضى ليحصل لهم الندم والمراد بالآيات آيات القرآن.
(غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا) : أي الشقاوة الأزلية التى تكتب على العبد في كتاب المقادير قبل وجوده.
(أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا) : أي من النار فإن عدنا إلى الشرك والمعاصي.
معنى الآيات :
ما زال السياق في تقرير التوحيد والنبوة والبعث والجزاء والدعوة إلى ذلك وعرض الأدلة وتبيينها وتنويعها ، إذ لا يمكن استقامة إنسان في تفكيره وخلقه وسلوكه على مناهج الحق والخبر إلا إذا آمن إيمانا راسخا بوجود الله تعالى ووجوب طاعته وتوحيده في عباداته ، وبالواسطة في ذلك وهو الوحي والنبي الموحي إليه ، وبالبعث الآخر الذي هو دور الحصاد لما زرع الإنسان في هذه الحياة من خير وشر فقوله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ (١) فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ (٢) بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ) هذا عرض لما يجرى في الآخرة فيخبر تعالى أنه إذا نفخ اسرافيل بإذن الله في الصور الذي هو القرن أي كقرن الشاة لقوله تعالى : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذلِكَ
__________________
(١) هذه النفخة الثانية ، وهي نفخة البعث ، والحشر والتي قبلها هي نفخة الفناء ، والتي بعد نفخة الصعق ، والأخيرة نفخة الحساب والجزاء.
(٢) قال ابن عباس رضي الله عنهما : لا يفتخرون بالأنساب في الآخرة كما يفتخرون بها في الدنيا ، ولا يتساءلون فيها كما يتساءلون في الدنيا : من أي قبيلة أنت ولا من أي نسب ولا يتعارفون لهول ما أذهلهم!!