الباطن أو الظاهر أنا لا أعلمه ولا أسأل عنه ولا أحاسب عليه ، (إِنْ حِسابُهُمْ (١) إِلَّا عَلى رَبِّي) هو الذي يحاسبهم ويجزيهم لو تشعرون بهذه الحقيقة لما عبتموهم لي وحملتموني مسئولية عملهم (وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) (٢) أي من حولي ، (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ (٣) مُبِينٌ) فلست بجبار ولا ذي سلطان فأطرد الناس وظيفتي أنى أنذر الناس عاقبة الكفر والمعاصي ليقلعوا عن ذلك فينجوا من عذاب الله ويسلموا.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ بيان أن من كذب رسولا فكأنما كذب كل الرسل وذلك باعتبار أن دعوتهم واحدة وهي أن يعبد الله وحده بما شرع للناس من عبادات تطهرهم وتزكيهم.
٢ ـ إثبات أخوة النسب ، ولا تعارض بينها وبين أخوة الدين.
٣ ـ عدم جواز أخذ أجرة على دعوة الله تعالى. ووجوب إبلاغها مجانا.
٤ ـ وجوب التقوى لله تعالى ، وطاعة الرسول صلىاللهعليهوسلم.
٥ ـ لا يجوز طرد الفقراء من مجالس العلم ليجلس مجالسهم الأغنياء وأهل الجاه.
(إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (١١٥) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (١١٦) قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (١١٧) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١١٨) فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١١٩) ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ (١٢٠) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٢١) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٢٢))
__________________
(١) قيل لسفيان : إنّ امرأة زنت وقتلت ولدها وهي مسلمة هل يقطع لها بالنار؟ فقال : (إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ).
(٢) ظاهر الكلام أنهم طلبوا منه طرد الضعفاء من المؤمنين كما فعلت قريش.
(٣) جملة : (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ) استئناف في معنى التعليل لعدم طردهم والقصر في الجملة إضافي قصر موصوف على صفة.