الحوار وتلك الدعوة التي قام بها نبي الله هود (فَكَذَّبُوهُ) أي كذبوا هودا فيما جاءهم به ودعاهم إليه وحذرهم منه ، (فَأَهْلَكْناهُمْ) (١) أي بتكذيبهم وإعراضهم (إِنَّ فِي ذلِكَ) الإهلاك للمكذبين عبرة لقومك يا محمد لو كانوا يعتبرون (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) لما سبق في علم الله من عدم إيمانهم فلذا لم تنفعهم المواعظ والعبر ، (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) فقد أخذ الجبابرة العتاة فأنزل بهم نقمته وأذاقهم مر عذابه ، ورحم أولياءه فأنجاهم وأهلك أعداءهم.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ تنويع أسلوب الدعوة وتذكير الجاحدين بما هو محسوس لديهم مرأي لهم.
٢ ـ التخويف من عذاب الله والتحذير من عاقبة عصيانه من أساليب الدعوة.
٣ ـ بيان سنة الناس في التقليد واتباع آبائهم وإن كانوا ضلالا جاهلين.
٤ ـ تقرير التوحيد والنبوة والبعث إذ هو المقصود من هذا القصص.
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٤٢) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٤٣) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٤٤) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٤٥) أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ (١٤٦) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٤٧) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ (١٤٨) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ (١٤٩) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٥٠) وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (١٥١) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (١٥٢))
__________________
(١) أي : (بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً) (من سورة الحاقة).