بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) أي أخبرت الملائكة لوطا بما هم فاعلون لقومه وهو قولهم (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ) أي مدينة سدوم (رِجْزاً) أي عذابا من السماء وهي الحجارة بسبب فسقهم بإتيانهم الفاحشة التي لم يسبقهم إليها أحد من العالمين. قال تعالى : (وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها) أي من تلك القرية (آيَةً بَيِّنَةً) (١) ، أي عظة وعبرة ، وعلامة واضحة على قدرتنا على إهلاك الظالمين والفاسقين. وقوله تعالى : (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) إذ هم الذين يتدبرون في الأمور ويستخلصون أسبابها وعواملها ونتائجها وآثارها أما غير العقلاء فلا حظ لهم في ذلك ولا نصيب فهم كالبهائم التي تنساق إلى المجزرة وهي لا تدري وفي هذا تعريض بمشركي مكة وما هم عليه من الحماقة والغفلة.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ حلم إبراهيم ورحمته تجليا في دفاعه عن لوط وأهله.
٢ ـ تقرير مبدأ : من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه ، حيث العلاقة الزوجية بين لوط وامرأته العجوز لم تنفعها وهلكت لأنها كانت مع الظالمين بقلبها وسلوكها.
٣ ـ مشروعية الضيافة وتأكدها في الإسلام لحديث الصحيح «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه».
٤ ـ التنديد بالفسق عن طاعة الله وهو سبب هلاك الأمم والشعوب.
٥ ـ فضيلة العقل إذا استعمله صاحبه في التعرف إلى الحق والباطل والخير والشر.
(وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٣٦) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (٣٧))
__________________
(١) المعنى : ولقد تركنا من القرية آثارا دالة عليها ، وهي بقايا القرية المغمورة بماء بحيرة لوط تلوح من تحت المياه ، مع بقايا لون الكبريت والمعادن التي رجمت بها قريتهم.