شرح الكلمات :
(ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) : أي ظهرت المعاصي في البر والبحر وتبعها الشر والفساد.
(بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) : أي بسبب ما كسبته أيدي الناس من ظلم واعتداء.
(لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا) : أي تم ذلك وحصل ليذيقهم الله العذاب ببعض ذنوبهم.
(لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) : كي يرجعوا عن المعاصي إلى الطاعة والاستقامة.
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) : أي قل يا رسولنا لأهل مكة المكذبين بك والمشركين بالله سيروا.
(عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ) : أي كيف كانت نهاية تكذيبهم لرسلهم وشركهم بربهم إنّها هلاكهم.
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ) : أي استقم على طاعة ربك عابدا له مبلغا عنه منفذا لأحكامه.
(لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ) : أي لا يرده الله تعالى لأنه قضى بإتيانه وهو يوم القيامة.
(يَصَّدَّعُونَ) : أي يتفرقون فرقتين.
(يَمْهَدُونَ) : أي يوطئون ويفرشون لأنفسهم في منازل الجنة بإيمانهم وصالح أعمالهم.
معنى الآيات :
تقدم في السياق الكريم إبطال الشرك بالدليل العقلي إلا أن المشركين مصرون على الشرك وبذلك سيحصل فساد في الأرض لا محالة فأخبر تعالى عنه بقوله في هذه الآية الكريمة (٤١) فقال (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) أي انتشرت المعاصي في البر (١) والبحر وفي الجو اليوم فعبد غير الله واستبيحت محارمه وأوذي الناس في أموالهم وأبدانهم وأعراضهم وذلك نتيجة الإعراض عن دين الله وإهمال شرائعه وعدم تنفيذ أحكامه. وقوله (بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) أي بظلمهم وكفرهم وفسقهم وفجورهم. وقوله : ليذيقهم بعض الذي عملوا أي فما يصيبهم من جدب وقحط وغلاء وحروب وفتن إنما أصابهم الله به (لِيُذِيقَهُمْ (٢) بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا) من الشرك والمعاصي لا بكل ما فعلوا إذ لو أصابهم
__________________
(١) ذكر للفساد في البر والبحر تأويلات وما في التفسير أصحها وأولاها بفهم الآية الكريمة وانفعها لأهل القرآن المتدبرين به العاملين بما فيه.
(٢) قرأ الجمهور (لِيُذِيقَهُمْ) بالياء وقرأ البعض بالنون.