شرح الكلمات
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ) : أي أغفلوا ولم يروا سوقنا للماء للإنبات والإخصاب فيدلهم ذلك على قدرتنا.
(إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ) : أي اليابسة التي لا نبات فيها.
(تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ) : أي مواشيهم من إبل وبقر وغنم.
(أَفَلا يُبْصِرُونَ) : أي أعموا فلا يبصرون أن القادر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على البعث.
(مَتى هذَا الْفَتْحُ) : أي الفصل والحكم بيننا وبينكم يستعجلون العذاب.
(وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) : أي ولا هم يمهلون للتوبة أو الاعتذار.
(وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ) : أي وانتظر يا رسولنا ما سيحل بهم من عذاب إن لم يتوبوا فإنهم منتظرون بك موتا أو قتلا ليستريحوا منك.
معنى الآيات :
ما زال السياق في تقرير عقيدة البعث والجزاء التي عليها مدار الإصلاح الاجتماعي فيقول تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا) أي أغفل أولئك المكذبون بالبعث والحياة الثانية ولم يروا (أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ) (١) ماء الأمطار أو الأنهار (إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ) (٢) اليابسة التي ما بها من نبات فنخرج بذلك الماء الذي سقناه إليها بتدابيرنا الخاصة (فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ) وهي إبلهم وأبقارهم وأغنامهم (وَأَنْفُسُهُمْ) فالأنعام تأكل الشعير والذرة وهم يأكلون البر والفول ونحوه (أَفَلا يُبْصِرُونَ) أي أعموا فلا يبصرون آثار قدرة الله على إحياء الموتى بعد الفناء والبلى كإحياء الأرض الجزر فيؤمنوا بالبعث الآخر وعليه يستقيموا في عقائدهم وكل سلوكهم. وقوله (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ (٣) إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) حكى تعالى عنهم ما يقولونه للمؤمنين لما يخوفونهم بعذاب الله يقولون لهم متى هذا الفتح أي الحكم والفصل يستعجلونه لخفة أحلامهم وعدم إيمانهم.
__________________
(١) الرؤية هنا بصرية واختير المضارع نسوق لاستحضار الصورة العجيبة الدالة على قدرة الله تعالى ولطفه بعباده ورحمته بهم ، وسوق الماء هو بسوق السحاب ، والسوق هو إزجاء الماشي من ورائه.
(٢) الجرز وصف للأرض التي انقطع نبتها ، وهو مشتق من الجزر وهو انقطاع النبت والحشيش إما بسبب يبس الأرض أو بالرعي ، والجرز القطع ولذا سمي السيف القاطع جرازا قال الشاعر يصف أسنان ناقته :
تنحّى على الشوك جرازا مقضبا |
|
والهرم تدريه إذراء عجبا |
(٣) الفتح : النصر والقضاء كانوا إذا قال لهم المؤمنون سيحكم الله بيننا وبينكم يوم القيامة فيثيب المؤمن ويعاقب الكافر يقولون لهم مستهزئين ساخرين متى هذا الفتح أو الحكم.