شرح الكلمات :
(ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) : أي لم يخلق الله رجلا بقلبين كما ادعى بعض المشركين.
(تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ) : يقول الرجل لامرأته : أنت عليّ كظهر أمي.
(وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ) : أي ولم يجعل الدعيّ إبنا لمن ادّعاه.
(ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ) : أي مجرد قول باللسان لا حقيقة له في الخارج فلم تكن المرأة أما ولا الدعي ابنا.
(هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ) : أي أعدل.
(فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ) : أي أخوة الإسلام وبنو عمكم فمن لم يعرف أبوه فقولوا له : يا أخي أو ابن عمي.
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ) : أي لا حرج ولا اثم في الخطأ ، فمن قال للدعي خطأ يا ابن فلان فلا إثم عليه.
(وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) : أي الاثم والحرج في التعمد بأن ينسب الدعي لمن ادعاه.
(وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) : ولذا لم يؤاخذكم بالخطأ ولكن بالتعمد.
معنى الآيات :
لما كان القلب محط العقل والإدراك كان وجود قلبين في جوف رجل واحد يحدث تعارضا يؤدي إلى الفساد في حياة الإنسان ذي القلبين لم يجعل الله تعالى لرجل قلبين في جوفه كما ادعى بعض أهل مكة أن أبا معمر جميل بن معمر الفهري كان له قلبان لما شاهدوا من ذكائه ولباقته وحذقه وغره ذلك فقال إن لي قلبين أعقل بهما أفضل من عقل محمد صلىاللهعليهوسلم فكانت الآية ردا عليه قال تعالى (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ (١) مِنْ قَلْبَيْنِ (٢) فِي جَوْفِهِ) وفيه إشارة إلى أنه لا يجمع بين حب الله تعالى وحب أعدائه وطاعة الله وطاعة
__________________
(١) يروى أنه لما انهزمت قريش يوم بدر رأى أبو سفيان جميل بن معمر المدعى أن له قلبين رآه منهزما واحدى نعليه في رجله والأخرى في يده ، فسأله أبو سفيان ما حال الناس؟ قال انهزموا فقال له ما بال أحد نعليك في يدك والأخرى في رجلك؟
قال : ما شعرت فانفضح في دعواه.
(٢) القلب بضعة لحم صغيرة على هيئة (صنوبرة) خلقها الله تعالى في الآدمي وجعلها محلا للعلم ، وهو بين لمتين لمة من الملك ولمة من الشيطان ، وهو محل العلم ومحل الخطرات والوساوس ومحل الصدق واليقين ومحل الشك والكذب ، ومحل الانزعاج والطمأنينة فسبحان الله الخلاق العليم.