رحمته لهم ، وصلاة ملائكته الاستغفار لهم وقوله ليخرجكم من الظلمات أي من ظلمات الكفر والمعاصى الى نور الإيمان والطاعات. فصلاته تعالى وصلاة ملائكته هي سبب الإخراج من الظلمات إلى النور. وقوله تعالى (وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) وهذه علاوة أخرى زيادة على الإكرام الأول وهو الصلاة عليهم وإنه بالمؤمنين عامة رحيم فلا يعذبهم ولا يشقيهم. وقوله (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ (١) سَلامٌ) أي وتحيتهم يوم القيامة في دار السّلام السّلام إذ الملائكة يدخلون عليهم من كل باب قائلين سلام عليكم أي أمان وأمنة لكم فلا خوف ولا حزن. وقوله (وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً) أي هيأ لهم وأحضر أجرا كريما وهي الجنة. فسبحان الله ما أكرمه وسبحان الله ما أسعد المؤمنين. فيا لفضيلة الإيمان وطاعة الرحمن طلب منهم أن يذكروه كثيرا وأن يسبحوه بكرة وأصيلا وأعطاهم ما لا يقادر قدره فسبحان الله ما أكرم الله. والحمد لله.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ وجوب ذكر الله تعالى كثيرا ليل نهار ووجوب تسبيحه صباح مساء.
٢ ـ بيان فضل الله على المؤمنين بصلاته عليهم وصلاة ملائكته ورحمته لهم.
٣ ـ تقرير عقيدة البعث بذكر بعض ما يتم فيها من سلام الملائكة على أهل الجنة.
٤ ـ بشرى المؤمنين الصادقين بالجنة.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٤٥) وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (٤٦) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً (٤٧) وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٤٨))
__________________
(١) ورد أن ملك الموت لا يقبض روح مؤمن إلا سلم عليه وروي عن البراء بن عازب في قوله تعالى : (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ) قال فيسلم ملك الموت على المؤمن عند قبض روحه ، ولا يقبض روحه حتى يسلم عليه.