والظاهر أنها أربع الأولى نفخة الفناء والثانية نفخة البعث والثالثة نفخة الفزع (١) والصعق والرابعة نفخة القيام بين يدي رب العالمين.
٥ ـ تقرير العدل الإلهي يوم الحساب والجزاء ليطمئن كل عامل على أنه يجزى بعمله لا غير.
(إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (٥٥) هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (٥٦) لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (٥٧) سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨))
شرح الكلمات :
(فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) : أي أهل الجنة في شغل عما فيه أهل النار من عذاب وشقاء. وشغلهم الشاغل لهم هو النعيم المقيم في دار السّلام.
(فاكِهُونَ) : أي ناعمون بالتلذذ بالنعم وذلك لطيب العيش.
(عَلَى الْأَرائِكِ) : أي الأسرّة ذات الحجلة.
(وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ) : أي ما يتمنون ويطلبون.
(سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) : أي سلام بالقول من ربّ رحيم أي يسلم عليهم ربهم سبحانه وتعالى.
معنى الآيات :
ما إن حضروا بين يدي الله سبحانه وتعالى للحساب والجزاء حتى أعلن عما يلي : (إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ) (٢) (فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) أي إنهم في شغل عما فيه أصحاب النار إنهم في شغل بالنعيم المقيم فاكهون (٣) أي ناعمون بالتلذذ بألوان المطاعم والمشارب والحور العين إنهم وأزواجهم في ظلال الجنة على الأرائك (٤) أي الأسرة ذات الحجلة متكئون. (لَهُمْ فِيها) أي في دار السّلام فاكهة
__________________
(١) هذه النفخة مختلف فيها ودليلها حديث البخاري إذ فيه يقول الرسول صلىاللهعليهوسلم «فأكون أول من يفيق فإذا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ولا أدري أرفع رأسه قبلي أو كان ممن استثنى الله تعالى».
(٢) قال ابن مسعود وابن عباس وقتادة ومجاهد : شغلهم افتضاض العذارى وقيل شغلهم زيارة بعضهم بعضا ، والشغل بضم الشين وسكون الغين ويجوز ضم الغين مع الشين.
(٣) فاكهون بالألف وفكهون بدونه كفرحين لغتان وفسر بفرحين ومعجبين وبمسرورين والكل صحيح إذ هو من جملة النعيم الذي هم فيه.
(٤) الأرائك جمع أريكة كسفينة وسفائن قال الشاعر :
كأن احمرار الورد فوق غصونه |
|
بوقت الضحى في روضه المتضاحك |
خدود عذارى قد خجلن من الحياء |
|
تهادين بالريحان فوق الأرائك |