الواجبة لهم.
(فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا) : أي فحفظه الله من مكرهم به ليقتلوه.
(وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ) : أي عذاب الغرق إذ غرق فرعون وجنده أجمعون.
(النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا) : أي أن سوء العذاب هو النار يعرضون عليها صباحا ومساء وذلك أن أرواحهم في أجواف طير سود تعرض على النار كل يوم مرتين.
ويوم القيامة أدخلوا آل فرعون : أي ويوم القيامة يقال أدخلوا آل فرعون أشد العذاب.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في ذكر نصائح وارشاد مؤمن آل فرعون فقد قال ما أخبر به تعالى عنه في قوله : (وَيا قَوْمِ (١) ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ) أي من النار وذلك بالإيمان والعمل الصالح مع ترك الشرك والمعاصي (وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ) وذلك بدعوتكم لي إلى الشرك والكفر (تَدْعُونَنِي (٢) لِأَكْفُرَ بِاللهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ) أي ما لا علم لي بصحة إشراكه في عبادة الله تعالى. (وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ (٣) الْغَفَّارِ) أي لتؤمنوا به وتعبدوه وحده ولا تشركوا معه غيره أدعوكم إلى العزيز أي الغالب الذي لا يغلب الغفار لذنوب التائبين من عباده مهما كانت ، وأنتم تدعونني إلى أذل شيء وأحقره لا ينفع ولا يضر لأنه لا يسمع ولا يبصر. (لا جَرَمَ) أي حقا أن ما تدعونني إليه لأومن به وأعبده ليس له دعوة (٤) حق يدعى بها إليه ، ولا دعوة استجابة فإنه لا يستجيب لي دعاء أبدا لا في الدنيا ولا في (٥) الآخرة. وشيء آخر يا قوم وهو أن مردنا إلى الله أي لا محالة نرجع إليه فالواجب أن نؤمن به ونعبده ونوحده ما دام رجوعنا إليه ، وآخر وهو (أَنَّ الْمُسْرِفِينَ (٦) هُمْ أَصْحابُ النَّارِ) المسرفين الذين أسرفوا في الكفر والشرك والمعاصي فتجاوزوا الحد في ذلك هم أصحاب النار أي أهلها الذين لا يفارقونها ولا تفارقهم.
__________________
(١) الاستفهام هنا تعجبي باعتبار تقييده بجملة الحال وهي وتدعونني إلى النار إذ هي في موضع الحال تقدير مبتدأ أي وأنتم تدعونني إلى النار.
(٢) هذه جملة بيان لجملة وتدعونني إلى النار.
(٣) العدول عن اسم الجلالة إذ لم يقل أدعوكم إلى الله إلى الصفتين العزيز والغفار لإيضاح الاستدلال على استحقاقه الإقرار بالألوهية والعبادة.
(٤) ليس له دعوة توجب له الألوهية وليس له استجابة دعوة تنفع لا هذه ولا تلك فبأي حق إذا يدعى ويعبد؟
(٥) أي ليس له شفاعة في الدنيا ولا في الآخرة.
(٦) الإسراف هنا الإفراط في الكفر والظلم بسفك دماء بني اسرائيل بذبح أبنائهم وليصرف فرعون عن عزمه عن قتل موسى عليهالسلام وفي الكلام تعريض بالذين يخاطبهم إذ هم مسرفون إلى أبعد حد في الظلم والكفر.