اللهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٦٢) كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ (٦٣))
شرح الكلمات :
(وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) : لا يستويان فكذلك الكافر والمؤمن لا يستويان.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِيءُ) : لا يستويان أيضا فكذلك لا يستوى الموقن والشاك
(قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ) : أي ما يتذكرون إلا تذكرا قليلا والتذكر الاتعاظ.
(إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ) : أي إن ساعة نهاية هذه الحياة وإقبال الأخرى جائية لا شك فيها.
(إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي) : أي عن دعائي.
(سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) : أي صاغرين ذليلين.
(لِتَسْكُنُوا فِيهِ) : أي لتنقطعوا عن الحركة فتستريحوا.
(وَالنَّهارَ مُبْصِراً) : أي مضيئا لتتمكنوا فيه من الحركة والعمل.
(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) : أي الله تعالى بحمده والثناء عليه وطاعته.
(ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ) : أي ذلكم الذي أمركم بدعائه ووعدكم بالاستجابة الذي جعل لكم الليل والنهار وأنعم عليكم بجلائل النعم الله ربكم الذي لا إله لكم غيره ولا رب لكم سواه.
(فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) : أي كيف تصرفون عنه وهو ربكم وإلهكم الحق إلى أوثان وأصنام لا تسمع ولا تبصر.
(كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ) : أي كما صرف أولئك عن الإيمان والتوحيد يصرف الذين يجحدون بآيات الله يصرفون عن الحق.
معنى الآيات :
ما زال السياق في دعوة قريش إلى الإيمان والتوحيد ، فقوله تعالى (وَما يَسْتَوِي) (١) أي في حكم
__________________
(١) (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) أي الكافر والمؤمن والضال والمهتدي.