كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (٣٥))
شرح الكلمات :
(أُمَّةً واحِدَةً) : أي على الكفر.
(وَمَعارِجَ) : أي كالسلم والمصعد الحديث والمعارج جمع معرج وهو المصعد.
(عَلَيْها يَظْهَرُونَ) : أي يعلون عليها إلى السطوح.
(وَزُخْرُفاً) : أي ذهبا أي لجعلنا لبيوتهم سقفا من فضة وذهب وكذلك الأبواب والمصاعد والسرر بعضها من فضه وبعضها من ذهب.
(وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ) : أي وما كل ذلك المذكور.
(لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) : أي وما كل ذلك الا متاع الحياة الدنيا يتمتع به فيها ثم يزول.
(وَالْآخِرَةُ) : أي الجنة ونعيمها خير لأهل الايمان والتقوى من متاع الدنيا.
معنى الآيات :
لما فضل تعالى الجنة على المال والمتاع الدنيوى فى الآيات السابقة قال هنا : (وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً) أي على الكفر (لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ) (يعنى نفسه عزوجل) (لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ ، وَمَعارِجَ (١) عَلَيْها يَظْهَرُونَ) (٢) أى مراقى ومصاعد عليها يعلون الى الغرف والسطوح من فضه ولجعلنا كذلك (لِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ) من فضة أيضا ، (وَزُخْرُفاً) أى وذهبا أى بعض المذكور من فضة وبعضه من ذهب ليكون أجمل وأبهى من الفضة وحدها ، (وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) أى وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا يتمتع به الناس ثم يزول ويذهب بزوالهم وذهابهم. (وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ) أى الجنة وما فيها من نعيم مقيم (لِلْمُتَّقِينَ) الذين آمنوا واتقوا الشرك والمعاصى وما عند الله خير مما عند الناس ، وما يبقى خير مما يفنى ، ولذا قال الحكماء لو كانت الدنيا من ذهب والآخرة من خزف «طين» لاختار العاقل الآخرة على الدنيا ، وهو اختيار ما يبقى على ما يفنى.
__________________
(١) المعارج السلم وجمع السلم سلاليم وواحد المعارج معرج ومعرج بكسر الميم وفتحها وهي المرقاة والجمع مراقي.
(٢) روي ان نابغة بن جعدة أنشد رسول الله صلىاللهعليهوسلم قائلا :
علونا السماء عزة ومهابة |
|
وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا |
فغضب الرسول صلىاللهعليهوسلم وقال : إلى أين؟ قال إلى الجنة قال «أجل ان شاء الله» وهنا قال الحسن : والله لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها وما فعل ذلك فكيف لو فعل؟!