الله عن ذلك علوا كبيرا. وقوله (وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ (١) مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما ، وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) أي تعاظم وجل جلاله وعظم سلطانه الذي له (مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) والدنيا والآخرة ، وعنده علم الساعة وإليه ترجعون أن يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ، وهو على كل شىء قدير.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ مشروعية التلطف فى الخطاب والتنزل مع المخاطب لإقامة الحجة عليه كقوله تعالى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) وكما هنا قل إن كان للرحمن ولد من باب الفرض والتقدير فأنا أول العابدين له ولكن لا ولد له فلا أعبد غيره سبحانه وتعالى.
٢ ـ تهديد المشركين بعذاب يوم القيامة.
٣ ـ إقامة البراهين على بطلان نسبه الولد إلى الله تعالى.
(وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٨٦) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٨٧) وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ (٨٨) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٨٩))
شرح الكلمات :
(وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ) : أي يعبدونهم.
(مِنْ دُونِهِ) : أي من دون الله.
(الشَّفاعَةَ) : أي لأحد.
(إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِ) : أي لكن الذى شهد بالحق فوحد الله تعالى على علم هذا الذى تناله شفاعة الملائكة والأنبياء.
(فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) : أي كيف يصرفون عن الحق بعد معرفته.
(وَقِيلِهِ) : أي قول النبى يا رب إن هؤلاء.
__________________
(١) تعاظم وتسامى عما يصفه به المشركون من الشريك والصاحبة والولد وتبارك هو خبر لفظا وإنشاء معنى إذ هو لفظ أريد به المدح العظيم لذي الخير العظيم.