(ونقول) كل كلامه هذا اخطاء وحياد عن الحق.
(أولا) : زعمه ان شيعة أهل البيت دعته دعوة نفاق وخداع ثم اسلمته لا عدائه ، وقوله بخيانة من شيعته هذر من القول فشيعة أهل البيت هم اتباعهم ومحبوهم وهؤلاء لا يمكن ان يكون غرضهم بدعوته النفاق والخداع ولا ان يخونوه وإلا لم يكونوا من اتباعه ومواليه وإنما هذا شأن الاعداء فأول هذه الجملة يكذب آخرها. والذين دعوه من أهل الكوفة جلهم كانت دعوتهم دعوة اخلاص لا نفاق فيها ولا خداع وربما كان فيهم من هو على خلاف ذلك مثل شبث بن ربعي وحجار ابن ابجر ويزيد بن الحارث بن رويم ومحمد بن الأشعث واضرابهم الذين كتبوا إليه ثم خرجوا لحربه كما هو الشأن في امثال هذه الحال في كل عصر وزمان. واسلام من كان بالكوفة من الشيعة له بعد ان دعوه انما هو للخوف ممن بيدهم السلطان وفي قبضتهم الجنود والأموال وحبسهم عن الخروج الى نصره ، فقد نظم ابن زياد الخيل ما بين واقصة الى القطقطانة فلا يدعون احدا بلج ولا احدا يخرج ، ومثله جار في كل عصر وزمان في سكوت أهل الحق عما يكون بيد الظلمة الذين بيدهم القوة والسلطان مع عدم قدرتهم على الدفع. ومع ذلك فقد خرج من قدر منهم على الخروج متخفيا مخاطرا بنفسه امثال حبيب بن مظاهر الاسدي ونافع بن هلال الجملي وغيرهما فجاهدوا معه وقاتلوا حتى قتلوا والعادة الجارية في مثل هذه الحال ان يستولي الخوف على الأفراد فتذهب قوة المجموع الذي لم يتألف بعد. وليس ذلك بأعجب من فرار المسلمين عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم أحد حتى رجع بعض اكابر الصحابة بعد ثلاث. وليس باعجب من مخالفة الرماة يوم أحد امر قائدهم عن امر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وتركهم مواقفهم طمعا في النهب إلا قليلا منهم حتى قتل القائد وقتلوا معه وفرارهم يوم حنين وهم اثنا عشر الفا حتى لم يبق مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم غير عشرة انفس لكن وجود راية يفيئون إليها معها الرسول (ص) وعلي وجماعة من بني هاشم ثبتوا بثباته اوجب كرّهم بعد فرهم واجتماعهم بعد تشتتهم ولم يكن في الكوفة مثل ذلك. ولا بأعجب من جبنهم عن عمرو يوم الخندق وبيدهم جيش ومعهم الرسول فأيهما اعذر أشيعة الكوفة الذين لا جيش لهم وهم محصرون أم هؤلاء؟ ولئن كان أهل الكوفة غير معذورين في