الله وقد انفقت كل أعماري وشريت نفسي ونسلي ابتغاء مرضاة الله وكنت في كل ذلك مخلصا لوجه الله ثم أورد في صفحة (د) هذا البيت :
أيا رب أني لم أرد بالذي به |
|
كتبت كتابي غير وجهك فاقبل |
قال ص ١٧ كانت ـ أي الوشيعة ـ رسالة صغيرة جمعت فيها مسائل من امهات الكتب المعتمدة للشيعة الإمامية ثم قدمتها لمجتهدي عالم الشيعة وشيوخها عملا بأدب الكتاب الكريم (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) واليوم بعد أن انتظرت سنة وزيادة انشرها لتنظر فيها الأمة الاسلامية والشيعة الامامية الاثنا عشرية موسى جار الله ـ ابن فاطمة. وقال فيما وجهه إلى علماء النجف بالتاريخ المتقدم بعد مقدمة طويلة لم نر فائدة في نقلها قال في جملتها ص ١٨ و ١٩ أقدم هذه المسائل رغبة في تأليف قلوب عالمي الاسلام الشيعة الامامية الطائفة المحقة وعامة الأمة أهل السنة والجماعة ثم قال إنه يحترم كل المذاهب الاسلامية خصوصا مذهب الشيعة الإمامية.
وأنه كان يعرف أصول الشيعة الامامية من الكتب الكلامية وأنه كان في مكتبته الغنية كثير من كتب الشيعة الامامية الفقهية درسها واستفاد منها واستحسن الكثير من مسائلها وأحكامها.
ولكنه قال ص ٢٠ أن في هذه الكتب أمورا لا تتحملها الأمة ولا يرتضيها الأئمة ولا تقتضيها مصلحة الاسلام ثم هي جازفت في مسائل مستبعدة ما كان ينبغي وجودها ولا أظن أن الأئمة كانت تدين بها هم أرفع وأجل من أمثال هذه المسائل علما ودينا وعقلا وأدبا ا ه.
(ونقول) المسلمون متفقون بطبيعة الحال ليس بينهم عند التحقيق خصام ولا جدال فيما هو روح الاسلام ولبه وجوهره ألا وهو الشهادتان والالتزام باحكام الدين التي أسسها ضرورية أو إجماعية وعليها يتوقف صدق اسم الاسلام وجريان أحكامه سواء في ذلك سنيهم وشيعيهم فالجميع معترفون بها فالرب واحد والنبي واحد والكتاب واحد والعبادة واحدة والقبلة واحدة ولا خلاف بينهم إلا في بعض الفروع وبعض العقائد المعلومة التي اختلف فيها الأشاعرة مع الشيعة والمعتزلة وكلها ليست من أسس الاسلام وإلا في أمر الخلافة الذي لا يخرج الخلاف فيه عن حظيرة الاسلام باتفاق الجميع وإنما أضرمت نار الخلاف السياسة ونفخ في ضرامها الجاهلون وجاء