صاحبنا اليوم يريد النفخ في إضرامها باسم الاصلاح وتأليف القلوب ويهول بهذه الألفاظ الفارغة ويزعم أن للشيعة عقائد لا تتحملها الأمة «الخ» وعقيدة الشيعة كما مر لا تختلف في شيء عن عقيدة من تسموا بأهل السنة فيما هو لب الاسلام وجوهره وغيره لا يؤبه له سواء أتحملته الأمة أم لم تتحمله لكن صاحبنا لا يرضيه ذلك ولا يأتلف مع الشيعة إلا أن يتركوا جميع عقائدهم وإلا فإن الكلمات هراء هواء وأثر المؤتمرات عداء فلله دره من مصلح ماهر :
أوردها سعد وسعد مشتمل |
|
ما هكذا تورد يا سعد الابل |
المرء يترك رأيه بالحجة والبرهان لا بقول هذا لا تتحمله الأمة والعقل والأدب ولا بالتهجين والتشهير. المسلمون يجب دعوتهم إلى ترك العداء والأذى بينهم لأن ذلك يضعفهم ويوهن شوكتهم وأن يرجعوا فيما اختلفوا فيه إلى الحجة والبرهان والجدال بالتي هي أحسن. وعند قراءة بيتي الهراوي جرى على اللسان هذان البيتان :
كل يخال بان في |
|
ه العقل من قيد خلي |
لكن علما بالقيو |
|
د نراه كل المشكل |
والمتأمل فيما جاء في وشيعته يعلم أن الله لم يقل له ما تخيله وأن الذي خاطبه بذلك غير الله.
وقد زكى نفسه بأنه لم يعمل عملا إلا لله مخلصا لوجه الله وانفق اعماره ـ ولم يقل عمره على المتعارف حبا بالشذوذ ـ ابتغاء مرضاة الله. والله تعالى يقول : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ. فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى) وكان عليه بدلا من أن يشهد لنفسه هذه الشهادة أن يتهمها في تعصباته وإثارته الفتن والضغائن وتفريقه بين المسلمين وإيقاده نار العداء بينهم وتحامله على أهل البيت وشيعتهم بالباطل ومخالفته إجماع المسلمين في عدة آراء رآها فدخل في قوله تعالى (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) وأن يخاف أن يكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون إنهم يحسنون صنعا وعلى ذكر البيت الذي اقتبسه من قول السيد الحميري الذي هو صادق في قوله لكونه في دولة اعداء أهل البيت :