لسان ذات النطاقين بنت الصديق اخت أمّ المؤمنين زوجة الحواري وهو أيضا مناقض لقوله المتقدم ان الاخبار لم يبق فيها زيف أو دخيل واعترف منه بالوضع في اخباره وتكذيب لنفسه فيما ادعاه على الشيعة مرارا انها تضع ولا تحسن الوضع ولعله رأى هنا ان رواته وضعت واحسنت الوضع.
وروى ابن ابي الحديد وغيره ان ابن الزبير خطب بمكة وابن عباس تحت المنبر فقال ان هاهنا رجلا اعمى الله قلبه كما اعمى بصره يرعم ان المتعة حلال من الله ورسوله الى ان قال : وقد قاتل أمّ المؤمنين وحواري رسول الله (ص) فقال ابن عباس لقائده سعيد بن جبير بن هشام مولى بني اسد بن خزيمة استقبل بي وجه ابن الزبير وارفع من صدري وكان قد كف بصره فاستقبل به وجهه وأقام قامته فحسر عن ذراعيه ثم قال يا ابن الزبير :
قد انصف القارة من راماها |
|
انا اذا ما فئة نلقاها |
ترد أولاها عن اخراها |
|
حتى تصير حرضا دعواها |
فاما العمى فإن الله تعالى يقول : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ). الى ان قال فأما المتعة فسل امك اسماء اذا نزلت عن بردي عوسجة. واما قتالنا أم المؤمنين فبنا سميت أم المؤمنين لا بك ولا بأبيك فأنطلق أبوك وخالك (١) الى حجاب مده الله عليها فهتكاه عنها ثم اتخذاها فتنة يقاتلان دونها وصانا حلائلهما في بيوتهما فلا انصفا الله ولا محمدا من انفسهما اذا ابرزا زوجة نبيه وصانا حلائلهما وأما قتالنا إياكم فإنّا لقيناكم زحفا فإن كنا كفارا فقد كفرتم بفراركم منا وان كنا مؤمنين فقد كفرتم بقتالكم إيانا وايم الله لو لا مكان صفية فيكم ومكان خديجة فينا لما تركت لبني اسد ابن عبد العزى عظما إلا كسرته. فلما عاد ابن الزبير الى أمه سألها عن بردي عوسجة فقالت ألم انهك عن ابن عباس وعن بني هاشم فانهم كعم الجواب اذا بدهوا قال بلى وعصيتك فقالت يا بني احذر هذا الأعمى الذي ما اطاقته الأنس والجن وعلم ان عنده فضائح قريش ومخازيها بأسرها فإياك وإياه آخر الدهر فقال في ذلك ايمن بن خزيم بن فاتك الأسدي من ابيات :
يا ابن الزبير لقد لاقيت بائقة |
|
من البوائق فألطف لطف محتال |
__________________
(١) يريد به طلحة لأنه تيمي وأم ابن الزبير تيمية.