(عاشرا) قوله قتلوه شر قتلة «الخ» هذا أيضا قد خالف فيه ما قاله قبل اسطر من انه يعد من لغو الكلام وسقطه القول فيما جرى بين الصحابة زمن الخلافة الراشدة ونراه قد قال فيه بملء فيه. وطالما تغنى بأن الأمة معصومة راشدة رشيدة ، وان قرن الخلافة الراشدة خير القرون أفكان قتل الامام شر قتلة وترك جنازته جيفة محتقرة من آثار عصمة الأمة ورشدها ورشادها.
(حادي عشر) : قوله ثبت ان الخليفة استنصر عليا ومعاوية كأنه يريد بذلك ان ينحي باللوم على علي ولكنه اشرك معه معاوية وشتان بين علي ومعاوية في ذلك فعلي نصره جهده ودافع عنه بنفسه وولده ولم يكن متمكنا من دفع القتل عنه ولا من دفنه فإن الحاضرين قد منعوا من دفنه حتى دفن بالليل سرا في بعض البساتين. اما معاوية فأرسل جيشا حين استنصره عثمان وامرهم بالبقاء في وادي القرى فبقوا حتى قتل عثمان ثم جعل ذلك حجة ووسيلة لنيل ما اراد فقام يطالب عليا بثأره.
(ثاني عشر) كأن ما اشار به العباس هو الذي دعاه الى ان يقول فيما يأتي عند ذكر الشورى : كان العباس انفذ نظرا واقوى حدسا يرى الأمور من وراء الستور واذا كان نظر العباس وحدسه كذلك فهو قد رأى ان الخليفة اخذ في امور يحلف على ان العرب ستسير إليه فتنحره في بيته لا جلها وهو يدل على ان الأمر قد كان متفاقما لا حيلة فيه لعلي ولا لغيره إلا بالإقلاع عن تلك الأمور. ثم لا يخفى ان هذا التعليل الذي علل به العباس لزوم خروج علي من المدينة عليل ـ ان صح انه قاله ـ فمعاوية الذي جهد في الصاق قتل عثمان بعلي ـ وهو يعلم براءته منه ـ ليتم له ما اراد لا يصعب عليه ان يقول لعلي خذلته ودسست الرجال ليقتلوه وفارقته وهو محصور لم تدفع عنه فكان خروجه من المدينة اقرب الى دعوى الخذل وبقاؤه أقرب الى النصر وقد دافع وحامى جهده واصلح الأمور بين عثمان والثائرين عليه مرارا ومروان يفسدها ومع ذلك الصق به معاوية تهمة خذل عثمان.
(ثالث عشر) : ظنه ان عليا كان متمكنا من دفع الفتنة الى آخر ما قاله حقيق ان يقال فيه :
ان بعض الظن اثم |
|
صدق الله تعالى |