وهو ينافي ما ذكره سابقا من براءة علي من دم عثمان. والذي نعتقده ونجزم به ان عليا لم يكن متمكنا من دفع الفتنة لا تمام التمكن ولا بعضه وحاشاه ان يتمكن من دفع فتنة كهذه ولا يدفعها وانه لم يعتزل ولم يتهاون زنة ذرة ولكنه كان يصلح الأمور ويفسدها مروان كما مر وقد فصلته كتب التواريخ والآثار ولما حوصر الخليفة لم يكن باستطاعته ان يفعل اكثر مما فعل وليس اعتزاله فتح ابواب الشرور لأنه لم يعتزل ولكن عزله عن الأمور هو الذي فتح ابواب الشرور في عصره وبعده وآثار كل حروبه وشهادة الحسين عدها العدو يوما بيوم بدر وان اظهر انها بيوم قتل الخليفة وشهادة الحسين لم تكن بيد من قتله بل بيد من مكنه ومهد له :
سهم اصاب وراميه بذي سلم |
|
من بالعراق لقد ابعدت مرماك |
قال صفحة (س د) ارتقى علي ـ وهو اعلم من في زمنه ـ وافضل الصحابة بعد الثلاثة ـ عرش الخلافة بعد ان جعلت شهادة الخليفة كل الامة الاسلامية هائجة ثائرة ، وبعد ان لم يبق للخلافة من ورعة وجلال وللإمام من قول يطاع فاضطرب كل اموره ولم يصف له ثانية من يومه وليله ـ وامرأة من بني عبس ردت عليه وهو يخطب في منبر الكوفة فقالت ثلاث بلبلن القلوب عليك : رضاك بالقضية واخذك بالدنية وجزعك عند البلية ، بدوية تجترىء بمثل هذه الكلمات على الإمام وهو يخطب في منبر الكوفة ولا ينكر عليها احد ثم يفحم الإمام ويسكت كل ذلك يشهد على اضطراب امره ولم يكن هذا العيب في علي وقد حكى القرآن الكريم امثاله لأولي العزم من الرسل وإنما هو امر قضاه الله وقدره صرفا للأمر عن أهل البيت به أتى تأويل انت مني بمنزلة هارون من موسى وبه ينهار ما تقولته الشيعة الامامية في الأمة.
(ونقول) : أولا ـ الصواب انه اعلم الناس بعد ابن عمه كلهم لأنه باب مدينة علمه وكان الصحابة يرجعون إليه ولم يرجع الى احد وانه افضل الصحابة كلهم لامتيازه عنهم في جميع الصفات التي بها يكون استحقاق الفضل وذلك ملحق بالبديهيات لو لا التقليد والعناد.
(ثانيا) ان الأمة كانت هائجة ثائرة في زمن الخليفة نقمة عليه وان شهادته لم