يتّضح غاية الوضوح كفر نفس الامام الباطل الذي لا يصلح للامامة.
وفي تاريخ ابن خلكان في ترجمة سيدنا ابن الحنفية : ولما دعى ابن الزبير إلى نفسه وتابعه أهل الحجاز بالخلافة دعى عبد الله ابن عباس ومحمد بن الحنفية رضي الله عنهما إلى البيعة فأبيا ذلك ، وقالا له : لا نبايعك حتى يجتمع لك البلاد ويتفق الناس فأساء جوابهم وحصرهم وآذاهم وقال لهما والله لئن لم تبايعا أحرقتكما بالنار.
وذكر ابن حجر في فتح الباري في كتاب التفسير : كان ابن عباس وابن الحنفية بالمدينة ثمّ سكنا مكة فطلب منهما ابن الزبير البيعة فابيا حتى يجتمع الناس على رجل فضيّق عليهما فبعثا رسولاً إلى العراق فخرج اليهما جيش في أربعة آلاف ، فوجدوهما محصورين وقد احضر الحطب على الباب يخوّفهما بذلك فاخرجوهما إلى الطائف.
وقال عمر بن فهد المكي في «اتحاف الورى» في وقائع سنة ستّ وستين : فيها دعى عبد الله بن الزبير محمد بن الحنفية ومن معه من أهل بيته وسبعة عشر رجلاً من وجوه أهل الكوفة منهم أبو الطفيل عامر بن واثلة الصحابي ليبايعوه فامتنعوا وقالوا : لا نبايع حتى تجتمع الأمّة فاكثر ابن الزبير الوقيعة في ابن الحنفية ، وذمه فاغلظ له عبد الله بن هاني الكندي وقال : لئن لم يضرك الّا تركنا بيعتك لا يضرك شيء ، وان صاحبنا يقول لو بايعني الأمّة كلّها غير سعد مولى معاوية ما قتلته وانما عرّض بذكر سعد لأن ابن الزبير أرسل إليه فقتله فسبّ عبد الله ، وسبّ أصحابه ، وأخرجهم من عنده ، فاخبروا ابن الحنفية بما كان منهم ولم يلحّ عليهم ابن الزبير.