ويعلم حمقه اجمالاً من المكاتبة الجارية بين الفاضل التفتازاني وأبي مسعود البخاري حيث كتب البخاري إلى ذلك الفاضل شيئان لا يجتمعان : «الإنسانية والخراسانية» فكتب في جوابه : شيئان لا يفترقان : الحمارية والبخارية ، وكذا يعلم من شعر الذي نسبه مؤلف كتاب «روح الرواح» إلى أبي الكاتب في ذم بخارى وهو :
لو الفرس العتيق أتى بخارى |
|
لصار بطبعها منها حمارا |
فلم تر مثلها عيني كنيفاً |
|
تبوأها أمير الشرق دارا |
ومن أغلاطه الفاضحة التي يترتب عليه ما لا يحصى من المفاسد ما ذكر في باب الأنساب ، من الغاية للسخاوي الشافعي في شرح الهداية المنظومة للشيخ محمد الجزري الشافعي : أن أبا مسعود عقبة بن عمرو البدري لم ينسب كذلك لشهوده بدراً في قول الجمهور ، وان عدّه البخاري في صحيحه ممن شهدها! وانّما كان نازلاً يعني ساكناً بها ، فقد وقع لكبار أهل الحديث من ذلك أوهام انتهى.
ولا يخفى ان مثل هذا الغلط مع أنه باطل في نفسه يقود إلى غيره من الباطل العظيم فان البخاري اذا توهم أن أبا مسعود شهد بدراً وقد تقرّر عند القوم
__________________
والبهيمة لا تصلح امّاً للآدمي!.
وقد أَجابوا في ذلك عند الدفاع عن البخاري ، بأنَّ هذه النسبة إِلى البخاري لَمُختلقة ، وسببها الحسد من ناحية أَتباع أَبي حنيفة نصرة لإمامهم.
وقال في ذلك جمال الدين القاسمي في كتابه «حياة البخاري» : «إِنَّ المفتري لهذه الحكاية أَراد أَن يثأر لأبي حنيفة». حياة البخاري للقاسمي : ٤٨. وأَبو البركات هو عبد الله بن أَحمد بن محمود النسفي الحنفي المتوفى ٧١٠ ه.