ويمنع أن يدَّخر فوق القوت ، ويوجب أن يتصدَّق بالفضل ، ويتأوَّل قول الله سبحانه وتعالى : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ.)
فينهاه معاوية عن إشاعة ذلك فلا يمتنع ، فبعث يشكوه الى عثمان فكتب عثمان إلى ابي ذر أن يقدم عليه المدينة ، فقدمها فلامه عثمان على بعض ما صدر منه ، واسترجعه فلم يرجع ، فأمره بالمقام بالربذة ـ وهي شرقي المدينة ـ.
ويقال : إنّه سأل عثمان أن يقيم بها وقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لي : إذا بلغ البناء سلعاً فاخرج منها. وقد بلغ البناء سلعاً ، فأذن له عثمان بالمقام بالربذة ، وأمره أن يتعاهد المدينة في بعض الأحيان حتى لا يرتدَّ أعرابيّاً بعد هجرته ففعل ، فلم يزل مقيماً بها حتى مات. انتهى.
وقال في ص ١٦٥ عند ذكر وفاته : جاء في فضله احاديث كثيرة من اشهرها ما رواه الأعمش ، عن ابي اليقظان عثمان بن عمير ، عن ابي حرب بن ابي الأسود ، عن عبد الله بن عمرو ، انّ رسول الله قال : «ما