انشدكم الله أيّها الرَّهط؟ أتعلمون أنَّ الذي شتمتموه منذ اليوم صلّى القبلتين كلتيهما؟ وأنت يا معاوية بهما كافرٌ تراها ضلالة ، وتعبد اللات والعزّى غواية.
وانشدكم الله هل تعلمون انَّه بايع البيعتين كلتيهما : بيعة الفتح وبيعة الرضوان؟ وأنت يا معاوية بإحداهما كافرٌ ، وبأُخرى ناكثٌ.
وانشدكم الله هل تعلمون أنَّه اوَّل الناس ايماناً؟! وإنْك يا معاوية وأباك من المؤلَّفة قلوبهم.
شرح ابن ابي الحديد ٢ / ١٠١ (١).
٣٥ ـ وفي خطبة له عليهالسلام مرّت ج ١ ص ١٩٨ : فلمّا بعث الله محمّداً للنبوَّة ، واختاره للرِّسالة ، وأنزل عليه كتابه ثمَّ أمره بالدعاء إلى الله ، فكان ابي أوَّل من استجاب للهِ ولرسوله ، وأوَّل من آمن وصدَّق الله ورسوله (ص) ، وقد قال الله في كتابه المنزل على نبيِّه المرسل : «(أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) ، فجدّي الَّذي على بيِّنةٍ من ربِّه ، وابي الذي يتلوه وهو شاهدٌ منه (٢).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٨٨ (بتحقيق محمد ابو الفضل).
(٢) أخرج الحافظ ابو العباس ابن عقدة أن الحسن بن علي (رضي الله عنهما) لما أجمع على صلح معاوية قام خطيباً وحمد الله وأثنى عليه وذكر جده المصطفى بالرسالة والنبوة ، ثمّ قال : إنا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام واختارنا