واشفع الجميع بما أسلفناه ج ٢ ص ٣٠٦ من أنَّه صلوات الله عليه صدِّيق هذه الامَّة ، وهو الصدِّيق الأكبر (١).
فهل تجد عندئذ مساغاً لمكابرة ابن كثير تجاه هذه الحقيقة الراهنة وقوله : وقد ورد في أنَّه أوَّل من أسلم ... فإذا لا يصحُّ مثل هذه فما الَّذي يصحّ؟ وإن كان لا يصحّ شيء منها فما قيمة تلك الكتب المشحونة بها؟! كلّا ، إنَّها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون.
وأنت ترى الرجل يزيف هذه الكلم والنصوص الكثيرة الصحيحة بحكم الحفّاظ الأثبات بكلمة واحدة قارصة ، ويعتمد في إثبات أيِّ أمر يروقه في تاريخه على المراسيل ، والمقاطيع ،
__________________
الصدّيقون وعلي أفضلهم. ورواه محب الدين الطبري في رياضه ١ / ١٥٧ ، الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٢ ، والكنجي في كفاية الطالب : ٤٦ ثمّ قال : هذا سندٌ اعتمد عليه الدار قطني واحتج به. (المؤلف رحمهالله) انظر الغدير ٢ / ٣٠٦.
(١) روي من طريق الحافظ ابي نعيم ، وابن مردويه ، وابن عساكر وآخرين عن جابر بن عبد الله ، وابن عباس : في قوله تعالى : «يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين» اي كونوا مع علي بن ابي طالب.
رواه الحافظ السيوطي في الدر المنثور ٣ / ٢٩٠.
وقال السبط الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص : ٢٥ : قال علماء السير : معناه كونوا مع علي وأهل بيته.
قال ابن عباس : عليُّ سيد الصادقين. (المؤلف رحمهالله)
انظر الغدير ٢ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦.