قوله : (فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) (١).
أقول : وفي تفسير القمّي (٢) قريب منه ، وقد مرّ في قوله سبحانه : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) (٣) ، ما يتبيّن به معنى هذه الرواية ، وعليه فالرواية شبيهة بالجري ، والخطاب متوسّط بين خطاب المشافهة والاشتراك في الحكم ، فافهم.
وفي هذا المعنى وقريبا منه ما ورد في الكافي عن الباقر والصادق ـ عليهماالسلام (٤) ـ.
قوله سبحانه : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ)
قد مرّ في سورة الفاتحة بعض ما يتعلّق بالآية من الكلام ، وأنّه إلحاق لا تشريك. وقد مرّ أيضا الكلام في معنى النبوّة والشهادة والصلاح ، وبقي القول في الصدّيق ، وهو مبالغة في الصدق ، وهو في الأصل مطابقة الكلام الواقع ، وهو صدق الخبر ، ثمّ اعتبر وصفا في المخبر لقيام الخبر به ، وهو إخبار المخبر مع إذعان المطابقة.
واعتبر أيضا وصفا في كلّ ما ينبئ عن شيء كالفعل ينبئ عن اعتقاد في القلب ، والحادث ينبئ عن شيء آخر.
والذي أثنى عليه الله تعالى في كتابه هو الصدق المخبري ، بأن يقول الإنسان
__________________
(١). الكافي ١ : ٣٩١ ، الحديث : ٧.
(٢). تفسير القمّي ١ : ١٤٢.
(٣). النساء (٤) : ٥٤.
(٤). راجع : الكافي ١ : ١٨٦ ، الحديث : ٤ و ٦ ؛ ١ : ٢٠١ ، الحديث : ١ ؛ ١ : ٢٠٥ ، الحديث : ١ ؛ ١ : ٢٠٦ ، الأحاديث ٢ ـ ٥.