وفي الاحتجاج عن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ في حديث : قولنا : إنّ إبراهيم خليل الله فإنّما هو مشتقّ من الخلّة ، والخلّة إنّما معناها الفقر والفاقة ، فقد كان خليلا إلى ربّه فقيرا ، وإليه منقطعا وعن غيره متعفّفا معرضا مستغنيا (١) ، الحديث.
وفي الكافي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «إنّ إبراهيم ـ عليهالسلام ـ كان أبا أضياف ، وكان إذا لم يكونوا عنده خرج يطلبهم وأغلق بابه وأخذ المفاتيح يطلب الأضياف وأنّه رجع إلى داره فإذا هو برجل أو شبه رجل في الدار ، فقال : يا عبد الله ، بإذن من دخلت هذه الدار؟ فقال : دخلتها بإذن ربّها ـ يردّد ذلك ثلاث مرّات ـ فعرف إبراهيم أنّه جبرئيل ، فحمد ربّه. ثمّ قال : أرسلني ربّك إلى عبد من عبيده يتّخذه خليلا ، قال إبراهيم : فأعلمني من هو أخدمه حتّى أموت؟ قال : فأنت ، قال : وبم ذلك؟ قال : لأنّك لم تسأل أحدا شيئا قطّ ، ولم تسأل شيئا قطّ فقلت : لا» (٢).
أقول : وروى العيّاشي نظير القصّة ، وفيه إتيان ملك الموت مكان جبرئيل (٣).
وفي تفسير القمّي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «إنّ إبراهيم هو أوّل من حوّل له الرمل دقيقا ، وهو أنّه قصد صديقا له بمصر في قرض طعام فلم يجده في منزله ، فكره أن يرجع بالحمار خاليا فملأ جرابه رملا ، فلمّا دخل منزله خلّى بين الحمار وبين سارة استحياء منها ودخل البيت ونام ، ففتحت سارة عن دقيق أجود ما يكون ، فخبزت وقدّمت إليه طعاما طيّبا ، فقال إبراهيم : من أين لك
__________________
(١). الاحتجاج ١ : ٢٤.
(٢). الكافي ٤ : ٤٠ ، الحديث : ٦.
(٣). تفسير العيّاشي ١ : ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، الحديث : ٢٨٠.