وفي أمالي المفيد (١) ، عن الباقر ـ عليهالسلام ـ قال : لما انتهى بهم موسى إلى الأرض المقدّسة قال لهم : (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ) ، وقد كتبها الله لهم ، قالوا : (إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ) ، إلى آخر الآيات ، فلمّا أبوا أن يدخلوها حرّمها الله عليهم ، فتاهوا في أربعة (٢) فراسخ أربعين سنة يتيهون في الأرض ، فلا تأس على القوم الفاسقين.
قال أبو جعفر [ـ عليهالسلام ـ] : كانوا (٣) إذا أمسوا ، نادى مناديهم : استتموا (٤) في (٥) الرحيل ، فيرتحلون بالحداء والزجر ، حتى إذا أسحروا أمر الله الأرض فدارت بهم فيصبحوا في منزلهم الذي ارتحلوا منه ، فيقولون : قد أخطأتم الطريق فمكثوا بهذا أربعين سنة ، ونزل عليهم المنّ والسلوى حتى هلكوا جميعا إلّا رجلان (٦) يوشع بن نون وكالب بن يوفنا وابنائهم ، وكانوا يتيهون في نحو من أربع فراسخ (٧) الحديث.
وفي تفسير القمي عن الباقر ـ عليهالسلام ـ : «مات هرون قبل موسى وماتا جميعا في التيه» (٨).
أقول : وفي هذه المعاني روايات أخر.
__________________
(١). وجدناه في الإختصاص : ٢٦٥.
(٢). في المصدر : «أربع»
(٣). في المصدر : «قال أبو عبد الله ـ عليهالسلام ـ»
(٤). في نسخة «استيموا» [منه ـ رحمهالله ـ]
(٥). في المصدر : «أمسيتم» بدل «استتموافي»
(٦). في المصدر : «رجلين»
(٧). الاختصاص : ٢٦٥ ـ ٢٦٦.
(٨). تفسير القمي ٢ : ١٣٧.