النقر ، وفي الصحاح : الأنقاض صويت مثل النقر (١). انتهى.
والرحم هي جهة القرابة الموجودة بين أشخاص الإنسان التي عندها تجتمع شتاتهم وبها تتّحد كثرتهم ، استعير لها الرحم أخذا من رحم الأمّ. إذ نسبتها إليها نسبة الظرف إلى مظروفاته ، والأصل الواجد إلى فروعه ، وهذه حيثيّة حقيقيّة موجودة بين الأشخاص لها آثار حقيقيّة خلقيّة وخلقيّة وروحيّة وجسميّة غير قابلة الإنكار ، وإن كان ربّما يوجد معها عوامل اخر ظاهرة أو خفيّة تمحق ما تقتضيه الرحم من الآثار في الجملة أو بالجملة ، وقد مرّ (٢) بعض ما يفيد في المقام من الكلام.
ومن البيّن أنّه كلّما قربت الجهة الموحّدة من الرحم قويت الآثار المشتركة ، وكلّما بعدت ضعفت حتّى تصير كالمعدوم وإن كانت لا تنعدم من رأس ، والصلة في الرحم ميل في الحقيقة إلى جهة الوحدة التي بين المتفرّقات عن جهات الكثرة الموجبة للتفرّق. ومن المعلوم أنّ الواحد بما هو واحد لا يزاحم بعض أفعاله ولا آثاره بعضا. فالصلة في الحقيقة من عمدة ما يستصلح به الاجتماع بين الأفراد ، وبها تتمّ سعادة المعاشرة وأحكام المواريث وغيرها ، وسعادة النسل والتوليد ، وكلّما روعيت أحكام الوحدة ثبتت واستقرّت ، وكلّما اهملت وتركت ضعفت واستقرّت واضطربت ، وكلّما استقرّت قويت في تأثيرها وبالعكس ، ولذلك كان ما ينتجه المعروف بين الأقارب والأرحام من الإلتيام أقوى وأشدّ ممّا ينتجه المعروف على الأجانب ، وكذا الإساءة في مورد الأقارب أشدّ تأثيرا منها في مورد الأجانب.
__________________
(١). الصحاح ٣ : ١١١١.
(٢). «في أوائل سورة آل عمران» ، [منه ـ رحمهالله ـ].