أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) (١) ، فالولاية ملك التدبير والوليّ مالكه.
أقول : ثم إنّ معناها حيث يرجع إلى الملك كان لها من المراتب ما للملك على ما مرّ في سورة آل عمران عند قوله : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ) (٢) ، فإذ ليس شيء من الأشياء يملك من ذاته وآثار ذاته شيئا إلّا بالله سبحانه ، فله سبحانه كلّ شيء أوّلا ، وهو الملك له ولها مآلها ثانيا ، وبقدر ما قدّر لها وملّكها وهو خلقها ووجودها وتمليكه إياها.
ثمّ إنّ له سبحانه تدبير الأمور التي ملّكها إيّاها أوّلا إذ لا يقدر شيء على شيء ، وهو الولاية لله الحقّ ، ولها من التدبير والولاية في أمورها بقدر ما وهبه لها ثانيا.
فهذه أربعة معان مترتّبة يشير إلى أولها قوله سبحانه : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ) (٣) ، وإلى الثاني قوله : (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) (٤) ، وإلى الثالث قوله : (فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُ) (٥) ، وإلى الرابع قوله : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) (٦) ، وإلى الوسطين قوله : (كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى) (٧).
وتشتمل على الأربعة جميعا قوله : (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) (٨) ، وقد مرّ في آية الكرسي.
__________________
(١). يونس (١٠) : ٦٢.
(٢). آل عمران (٣) : ٢٦.
(٣). آل عمران (٣) : ٢٦.
(٤). آل عمران (٣) : ٢٦.
(٥). الشورى (٤٢) : ٩.
(٦). الإنسان (٧٦) : ٣٠.
(٧). طه (٢٠) : ٥٠.
(٨). البقرة (٢) : ٢٥٥.