يقول : هو أوّل ما يدعون إليه : شهادة أن لا إله إلّا الله ، ثمّ يدعون بعد ذلك إلى الصلاة وإلى الزكاة ، فإن أبوا لم يقبل منهم (١).
قوله : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ) : قال بعضهم : من أئمّة الكفر أبو سفيان وأميّة بن خلف وأبو جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وسهيل بن عمرو ، وهم الذين نكثوا العهد بينهم وبين نبيّ الله وهمّوا بإخراجه من مكّة.
قال : (إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ) : أي لا عهد لهم (لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) (١٢) : أي لعلّ من لم يقتل منهم أن ينتهي عن كفره مخافة القتل.
وفي تفسير الكلبيّ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان وادع أهل مكّة سنين ، وهو يومئذ بالحديبيّة ، فحبسوه عن البيت ، وصالحوه على أنّك ترجع عامك هذا ، ولا تطأ بلدنا ، ولا تنحر البدن بأرضنا ، وأن نخليها لك عاما قابلا ثلاثة أيّام ، ولا تأتينا بالسلاح. إلّا سلاحا يجعل في قرابه ، وأنّه من صبأ إليك منّا فهو إلينا ردّ. فصالحهم رسول الله على ذلك ، فمكثوا ما شاء الله أن يمكثوا.
ثمّ إنّ حلفاء رسول الله من خزاعة قاتلوا بني أميّة من كنانة ، فأمدت بنو أميّة حلفاءهم بالسلاح والطعام. فركب ثلاثون رجلا من حلفاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم من خزاعة ، فيهم بديل بن ورقاء ؛ فناشدوه الله والحلف. فأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يعين حلفاءه ، فأنزل الله على نبيّه : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ) ، أي لا عهد لهم (لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ).
قوله : (أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ) : قال الحسن : من المدينة (وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) : فاستحلّوا قتال حلفائكم
__________________
(١) وهذا الشرح والتعليق أيضا من زيادة الشيخ هود ، فهو يقف كلّما وردت عبارة توحي بمعنى من معاني الإرجاء ليردّ فكرة الإرجاء وبفنّدها بالحجج.