دون الله. قال : أليس يحلّون لكم ما حرّم عليكم فتستحلّونه ، ويحرّمون عليكم ما أحلّ الله لكم فتحرّمونه؟ قلت : بلى. قال : فتلك عبادتهم (١).
قوله : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ) : أي ما يدعون إليه من اليهوديّة والنصرانيّة ، وما حرّفوا من كتاب الله. (وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ) : أي القرآن والإسلام والنصر لنبيّه والمؤمنين (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (٣٢) : أي الكافرون جميعا ، من كافر مشرك وكافر منافق ، وهو كفر فوق كفر وكفر دون كفر.
قوله : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (٣٣).
ذكر الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الأنبياء إخوة لعلّات ، أمّهاتهم شتّى ودينهم واحد. وأنا أولى الناس بعيسى ، لأنّه ليس بيني وبينه نبيّ ، وإنّه نازل لا محالة ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، فإنّه رجل مربوع الخلق ، بين ممصرتين من الحمرة والبياض ، سبط الرأس ، كأنّ رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل. فيدقّ الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويقاتل الناس على الإسلام ، ويهلك الله في زمانه الملل كلّها غير الإسلام ، حتّى يقع الأمان في الأرض ، حتّى ترقع الأسد مع الإبل ، والنمور مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الغلمان بالحيّات لا يضرّ بعضهم بعضا (٢).
ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا تقوم الساعة حتّى ينزل عيسى بن مريم ، فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ، وحتّى يكون الدين واحدا (٣).
__________________
(١) انظر تخريجه فيما سلف ، ج ١ ، تفسير الآية ٦٤ من سورة آل عمران (التعليق).
(٢) أخرجه أحمد ، وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل ، باب فضائل عيسى عليهالسلام ، عن أبي هريرة بألفاظ شبيهة بهذه (رقم ٢٣٦٥). كما أخرجه الطبريّ في تفسيره ، ج ٦ ص ٥٤٩. وانظر ما سلف ، ج ١ ، تفسير الآية ١٥٩ من سورة النساء.
(٣) أخرجه البخاريّ في كتاب بدء الخلق ، باب نزول عيسى بن مريم عليهالسلام ، عن أبي هريرة بلفظ : «والذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا ...» وأخرجه أحمد عن أبي هريرة أيضا ، ـ