ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : والذي نفسي بيده ، ما أعطيكم شيئا ولا أمنعكموه ؛ إنّما أنا خازن أضع حيث أمرت (١).
قوله : (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) : أي ما أعطاهم الله ورسوله (وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ) : وهي تقرأ على وجه آخر بالنصب : سَيُؤْتِينَا الله وَرَسُولهُ) ، أي : ويؤتي رسوله (إِنَّا إِلَى اللهِ راغِبُونَ) (٥٩) : وفيها إضمار ، أي : لكان خيرا لهم من النفاق الذي كفروا به.
قوله : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٦٠).
فالفقير : الذي به زمانة ، أي عاهة في بعض جسده ، وهو محتاج. والمسكين : الذي ليست به زمانة وهو محتاج. والعاملون عليها ، أي على الصدقات الذين يسعون في جمعها. والمؤلّفة قلوبهم : قوم كانوا يتألّفهم النبيّ صلىاللهعليهوسلم ليسلموا ؛ منهم أبو سفيان بن حرب ، وعيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر ، والحارث بن هشام ، وصفوان بن أميّة بن خلف ، وسهيل بن عمرو ، والأقرع بن حابس ، أعطاهم النبيّ صلىاللهعليهوسلم يوم حنين ؛ أعطى أبا سفيان ورهطا معه مائة مائة من الإبل ، وأعطى الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن خمسين خمسين من الإبل. وفي الرقاب ، يعني المكاتبين. والغارمون : قوم عليهم دين [أو غرم] (٢) من غير فساد. وفي سبيل الله ؛ يحمل من ليس له حملان ويعطى منها. وابن السبيل : الضيف والمسافر إذا قطع به وليس له شيء (٣) جعل الله له فيها نصيبا. قال بعضهم : ويحمل في سبيل الله من الصدقة ، ويعطى إذا كان لا شيء له ، ثمّ يكون له سهم مع المسلمين.
__________________
(١) مضى تخريجه فيما سلف من هذا الجزء ، تفسير الآية ٤١ من سورة الأنفال.
(٢) زيادة من ز ، ورقة ١٢٨.
(٣) كذا «وليس له شيء» انفردت بها المخطوطات ق ، ع ، ود ، ولم ترد العبارة في ز.