الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٩١) : أي غفر لهم مقامهم ووضع الخروج عنهم. (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا) : أي انصرفوا من عندك (وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ) (٩٢) : ذكروا أنّ مجاهدا قال : هم بنو مقرّن ، من مزينة. وقال بعضهم : هم الأشعريّون ، رهط أبي موسى الأشعريّ (١).
(إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ) : يعني المنافقين (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ) : أي مع النساء (وَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٩٣).
قوله : (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ) من غزاتكم وهي غزوة تبوك. (قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ) : أي لن نصدّقكم (قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ) يعني ما أنزل فيهم (وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) : الغيب : السرّ ، والشهادة : العلانية (فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٩٤) : أي في الدنيا.
قوله : (سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ) : من غزاتكم (لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ) : لا تقتلوهم ما أظهروا لكم الإيمان واعتذروا (رِجْسٌ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٩٥) : أي يعملون.
(يَحْلِفُونَ لَكُمْ) : أي بالكذب والعلل (لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ) : أي بما أظهروا لكم من الإيمان والاعتذار. (فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ) : بما أظهروا لكم من الإيمان (فَإِنَّ اللهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) (٩٦) : أي لا يرضى عنهم بالفسق والنفاق الذي بطن منهم ، ولم تطّلعوا عليه أنتم منهم.
__________________
(١) هم البكّاءون السبعة ، وهم من الأنصار وغيرهم. وقد ذكرت كتب التفسير والسير أسماءهم وقصّتهم. انظر : سيرة ابن هشام ، ج ٤ ص ٥١٨. وتفسير الطبريّ ، ج ١٤ ص ٤٢١ ـ ٤٢٣.