إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٢ ]

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٢ ]

165/483
*

فيهم (١) : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ ...) الآية. قال : كانوا وعدوا أن ينفقوا ويجاهدوا ويتصدّقوا. والمرجون لأمر الله : كعب بن مالك ، ومرارة بن الربيع ، وهلال بن أميّة.

وقال مجاهد : وآخرون اعترفوا بذنوبهم : أبو لبابة إذ قال لقريظة ما قال : أشار إلى حلقه أنّ محمّدا ذابحكم إذا نزلتم على حكمه. أخبرهم وأيأسهم من العفو.

ذكروا أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حدّث عن ليلة أسري به ، فكان في حديثه أنّه رأى إبراهيم في السماء السابعة قال : وإذا أمّتي عنده شطران : شطر عليهم ثياب بيض ، وشطر عليهم ثياب رمد. فدخل الذين عليهم الثياب البيض ، واحتبس الذين عليهم الثياب الرمد. فقلت : من هؤلاء يا جبريل؟ فقال : هؤلاء الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيّئا ، وكلّ إلى خير (٢). ثمّ تلا هذه الآية : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (٦٨) [آل عمران : ٦٨].

قوله : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ) : [من الذنوب] (٣) (وَتُزَكِّيهِمْ بِها) وليست بصدقة الفريضة ، ولكنّها كفّارة لهم. وقال بعضهم : هم الذين اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيّئا ، وهم ناس من أصحاب النبيّ عليه‌السلام ، فتاب الله عليهم ، وقال : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها).

قال : (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) : أي واستغفر لهم (إِنَّ صَلاتَكَ) : أي استغفارك (سَكَنٌ لَهُمْ) : أي تثبيت منك لهم على ما هم عليه من الإيمان (٤). (وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١٠٣).

__________________

(١) كذا في ق وع : «فقيل فيهم» ، وهو الصحيح. وفي ج ود : «فقبل منهم» وهو خطأ. وفي الطبريّ ، ج ١٤ ، ص ٤٥٠ : «وهم الذين قيل فيهم». وهذه الجملة الأخيرة أوضح وأصحّ.

(٢) رواه البيهقيّ في دلائل النبوّة عن أبي سعيد الخدريّ. ورواه كثيرون ، منهم أبو هريرة وشدّاد بن أوس وابن عبّاس. وانظر أحاديث الإسراء والمعراج في كتب السنّة.

(٣) زيادة من ز ، ورقة ١٣٢.

(٤) كذا في المخطوطات الأربع : وفي ز ، ورقة ١٣٢ : «(سَكَنٌ لَهُمْ) أي يعني طمأنينة لقلوبهم ، يقوله الله عزوجل للنبيّ عليه‌السلام».