آياتِنا) : قال الحسن : يعني جحودا وتكذيبا باياتنا. وقال مجاهد : (مَكْرٌ فِي آياتِنا) أي : استهزاء وتكذيب (١).
(قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً) : أي : أسرع عذابا. قال الحسن : إنّ الله إذا أراد أن يهلك قوما كان عذابه إيّاهم أسرع من لمح البصر.
قوله : (إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ) (٢١) : وهي تقرأ بالتاء والياء. فمن قرأها بالتاء فيقول للمشركين : (إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تمكُرُونَ). ومن قرأها بالياء فهو يقول للنبيّ عليهالسلام : (إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما يمْكُرُونَ) ، يعني المشركين ، ويعني الحفظة الذين يكتبون أعمال العباد. يعني ما يمكرون من كفرهم وتكذيبهم. وفي الآية تقديم : إذا لهم مكر في آياتنا قل إنّ رسلنا يكتبون ما تمكرون قل الله أسرع مكرا.
قوله : (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ) : أي في السفن. [يقول هذا للمشركين ، ثمّ قال للنبيّ عليهالسلام] (٢) (وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ) للمسير (وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ) : أي شديدة (وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ) : أي أنّهم مغرقون (دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ) : أي من هذه الشدّة (لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (٢٢) : أي من المؤمنين.
(فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ) : أي يكفرون (٣) في الأرض ويفسدون فيها ، ويعبدون غير الله ، وذلك بغي في الأرض.
ثمّ قال : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ) : يعني بالناس في هذا الموضع المشركين. (إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ) يعني أنّه يصير عليكم ثوابه ، أي النار ثواب ذلك
__________________
(١) وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن ، ج ١ ص ٢٧٦ : «مجاز المكر ههنا مجاز الجحود بها والردّ لها. وقال : (قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً) أي : أخذا وعقوبة واستدراجا».
(٢) زيادة من ز ، ورقة ١٣٩.
(٣) كذا في المخطوطات ، وفي ز ، ورقة ١٣٩ : «أي يكفرون ويعملون بالمعاصي».